سجل واقع تنفيذ الامتحان الموحد المؤتمت للشهادة الثانوية الذي طبق في امتحانات الفصل الدراسي الأول الحالية، والتي تختتم غداً، ملاحظات كثيرة مع طرح كم كبير من الأسئلة التي أثيرت منذ صدور قرار تطبيق هذا الامتحان سواء من قبل الطلاب وهم المعنيون الأكثر بالأمر، أم لجهة الأهل وقلقهم من التطبيق ، وما قد يسببه من توتر وخوف لأبنائهم.
ولعل مادة الرياضيات هي المادة التي أحدثت ردود أفعال عدة بشأن الأتمتة، وأحدثت كثيراً من القلق والتوتر في أوساط الطلبة لناحية الإجابات على الأسئلة التي جاءت طويلة وتحتاج لوقت أكثر من الوقت المحدد، إضافة لحالة الخوف من قبل البعض من طلاب كان تحضيرهم للمادة جيداً، ولكنهم فشلوا في الإجابات المطلوبة.
وكون الهدف من الامتحان الموحد المؤتمت الذي يطبق حالياً تدريب طلاب الشهادة الثانوية وتهيئتهم لتطبيقه في الامتحان النهائي، من البديهي أن يعكس كماً كبيراً من الأصداء من جميع القائمين على هذا التطبيق سواء لجهة التربية وكوادرها، أم الطلبة والمجتمع وميدان العمل التربوي بشكل عام.
واللافت هو التباين في الآراء والصدى، ففي حين تؤكد التربية أنه تم اتباع الطريقة الموضوعية في طرح الأسئلة لتشمل جميع وحدات الكتاب، لكن تصحيح الإجابات سيتم بأسلوب مؤتمت، هناك الطلاب الذين وجدوا الاختلاف الكبير والصعوبة في الأسئلة التي بدت في المواد العلمية وكأنها مناسبة لطلبة المستوى الجيد وما فوق، في حين سجلت المواد النظرية والحفظية ارتياحاً ملحوظاً نوعاً ما.
وخيراً ستفعل التربية، أنه بعد صدور نتائج الامتحان المؤتمت سيقوم مركز القياس والتقويم بدراسة النتائج للحصول على الإحصائيات اللازمة لتطوير هذا العمل، بما فيه تقدير صعوبة الأسئلة وحساب التوقيت اللازم لكل سؤال، وبالتالي تجاوز أكبر قدر من السلبيات فيما سيتم اعتماده في الامتحانات النهائية.
وبما أن تطبيق أي قرار جديد يحتاج للكثير من الجهود والعمل الجماعي، ويحدث كثيراً من الأخذ والرد، يبقى ميدان العمل هو الأساس في اعتماد الآليات المناسبة للتطبيق، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما سجل من ملاحظات وآراء، والاستفادة من التقييم للتجربة الحالية، وبالتالي مزيداً من التحضير والتهيئة المناسبة، والتدريب المكثف حول ألية بناء الاختبار، ومزيداً من التوعية للطلبة بشأن نماذج الأسئلة المؤتمتة.