الثورة _ رنا بدري سلوم:
بصوت كل فلسطيني مكلوم قدّم ابنه شهيداً فداء لغزّة، أطفال رضّع يكفّنون بالعلم الفلسطيني، تغتال طفولتهم في إبادة جماعيّة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان.. يغنّي الشعب الفلسطيني “معلش ما يقدروا على رجالنا ينتقموا من لولاد،” كلمات مؤثّرة خرجت عن كونها مجرد أغنية توثّق الحقيقة المؤلمة التي يعيشها الأهالي دون استثناء.
أغنية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة بعد ازدياد عدد الأطفال الذين استهدفوا في الحرب الشرسة على قطّاع غزّة على مدى ثلاثة أشهر متتالية.
يؤكدون فيها: “نحن أهل الدار، ولن نبرح مكاننا وإن بقينا تحت القصف، لن نستسلم وسنقاوم” هي فحوى الأغنية الجماهيريّة التي توثّق في الفيديو المصوّر لها المشاهد الدامية للمجازر الجماعيّة لإبادة الشّعب الفلسطيني.
تخلل الفيديو مشاهد لفلسطينيين يصرخون للحريّة من براثن الاحتلال الإسرائيلي، ومقاطع لأطفال يكتبون أسماءهم على أذرعهم كي يتسنى معرفة هويّة كل منهم عند استشهادهم، وكأنّ الموت سيحصدهم لا محالة، كل تلك المرارة التي عاشها ولا يزال يعيشها الأطفال الفلسطينيون في قطّاع غزّة كانت سبب ولادة كلمة خرجت وتسبقها التنهيدات من أفواه الأحرار “معلش.. فدا فلسطين”.
وقد عمّم ناشطو صفحات العالم الأزرق الأغنية مؤكدين على مشاركتها على أوسع نطاق، لتصل إلى أكبر عدد من المشاهدين، كي يوثّقوا صرخات الفلسطينيين ويعلو صوت الحق على صوت البارود، وقد قامت مجموعة من اليوتيوبر بترجمة الأغنية إلى اللغتين الفرنسية والإنكليزية لتصل الصرخة الفلسطينية صوتاً وصورة، مع العلم أن المشاهد المؤلمة التي تتخلل الفيديو لا تحتاج إلى كلمات للترجمة وخاصة دموع الأمهات والآباء وهم يحتضنون جثث أطفالهم المكفّنة بالأبيض، ودموع الأطفال الباكية على فقد ذويهم، وآخرون لا صوت لهم من هول الصدمة وقسوة الحدث، وغيرها من التعليقات المؤثّرة التي طالت الفيديو بعد عرضه بدقائق.
“معلش” أغنية تقهر الموت والعدو في آن وترفع الهمّة والجانب المعنوي الذي يدفع إلى التحمّل والصبر والمواجهة مهما عظم البلاء، أغنية توصلنا إلى نهاية المطاف، إلى إيماننا المطلق، والتي ختمت به الأغنية “بدها صبر رغم القهر خلي العزايم فوق.. الله وعدنا بالنصر مهما ألم منذوق”.