النافذة التي لا يمكن إغلاقها

الثورة – إعداد ياسر حمزه:

أوجد الجوال حالة جديدة في شكل حياتنا اليومية، أصبح جهازاً شديد الالتصاق بنا، ومستنفراً باستمرار، لدرجة تتجاوز بكثير ما كان عليه الهاتف العادي.
أصبح ملازماً لنا وملحاً في طبيعة حضوره لدرجة تجعل البعض منا يرغب أحياناً أن يلقي به من النافذة ويتخلص منه، ويستعيد حرية وصفاءً افتقدهما.
تحمله أينما كنت، داخل المكتب وخارجه، داخل البيت وخارجه.. هو بمتناول يدك في الصالة، على طاولة الطعام، قرب سريرك في غرفة النوم، في المصعد أو السلم، في السيارة أو سيراً على الطريق ثم قاعة الاجتماعات، في كل موقع أنت فيه، وفي المسافات بين كل المواقع.
أصبح وجوده في حالة متأهبة للاستخدام هاجساً يقظاً في نفوس مستخدميه في كل لحظة، ويسكننا خوفٌ دفين من أن ننساه أو نفقده.
وربما يستطيع المدمن على التدخين مثلاً أن يصبر على عدم وجود علبة سجائر بين يديه أكثر مما يصبر على افتقاد الجوال.
الهاتف العادي الذي مازال موجوداً في حدودٍ معينة، ويمكن القول صامداً في وجه زميله الجديد، هو جهاز محدود الحضور إذا جاز التعبير.
بداية، لم يكن كل بيت أو حتى دكان فيه هاتف.. اليوم ولأسباب تحتاج إلى توضيح تستطيع أن تفترض أن كل بيت فيه جوال واحد على الأقل، على الرغم من كلفته العالية.
وقد حدث هذا التحول في دور الجوال في حياتنا اليومية بسرعة، وخلال سنوات معدودة. بدأت هذه الخدمة في الانتشار، وأصبحت واقعاً جديداً طاغياً.
ولم يعد مستغرباً أن تجد في سيارة خمسة رفاق، أربعة منهم يتحدثون- لا مع بعضهم البعض- ولكن مع مهاتفين لهم من خارج السيارة بمن فيهم السائق، أو مشغولين بوسائل التواصل المختلفة التي وفرها هذا الجهاز من فيسبوك وواتس آب وتليغرام وغيرها.
يحوّل الجوال كل واحد منا، ليس إلى مجرد إنسان يحمل جهازاً، بل يكاد يحوله كله إلى جهاز، ويصبح كل واحد منا امتداداً لجواله، إنه النافذة المفتوحة على العالم ليل نهار والتي لا يمكن إغلاقها.
ولا نبالغ إذا قلنا: إن الجوال قد اخترق كياننا النفسي، ووضع مساحة الصفاء الذهني والخيال المسترخي لدينا في حالة تهديد دائمة! وأشد ما تنعكس فيه هذه الحقيقة هو شعورنا بعدم القدرة، ولو الجزئية على التخلي عنه، وإسكاته لساعات، لأن شعورك بأن لا غنى لك عنه ينقلب ساعة الإقفال إلى قلق ما، قلّ أو كثر.

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية