كتاب “هات وخود”!

تتلاشى مناهج الجامعات وتضمحل، من كتاب متكامل – ذي هيبة – إلى بضع وريقات يطويها الطالب في حقيبته الصغيرة لتكون الندّ الهزيل للامتحان الوشيك.
في المكتبات والأكشاك وعبر تقنيات الموبايل.. يتم تداول “أيقونات التعليم الجديد” .. هذه هي معظم المقررات في جامعاتنا العامة والخاصة أيضاً، فأين غاب الكتاب الجامعي الذي نعرفه جميعاً..أين اختفى؟
تعتمد الجامعات الحكومية – كجامعات وكليات وليس أساتذة – على مقررات قديمة، بعضها تم تأليفه منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وتمت طباعته على الآلة الكاتبة القديمة، أي قبل تعميم استخدام جهاز الكمبيوتر و الطباعة الضوئية والليزرية، لكنه بقي مقرراً كمادة علمية ملزمة للطلاب..لكن لا الطالب وجد فيها ضالته ولا الأساتذة الجدد وجدوا فيها المعارف التي تليق وينشدها طالب في عالم يتطور كل يوم.
والمشكلة أن غالبية الجامعات الخاصة لجأت إلى مناهج الجامعات الحكومية، لأن الأساتذة العاملين فيها هم من أساتذة الجامعات الحكومية، وبذلك تم تعميم مشكلة اسمها الكتاب الجامعي أو لنقل المقرر الجامعي، بما أن التوجه اليوم نحو الكتاب الالكتروني كبديل للورقي.
سبب هذه المشكلة بدقة، هو البدل المادي المخجل للتأليف، فمازال الأستاذ يتقاضى مايعادل ثمن بضع سندويشات فلافل مقابل تأليف مقرر جديد، يضعه بتصرف الجامعة كلياً أي يصبح الكتاب ملك الجامعة لا ملك الأستاذ، بالتالي أحجم جميع الأساتذة واعتذروا عن التأليف، وهذه المشكلة ليست وليدة السنوات القليلة الأخيرة، بل هي مزمنة..مشكلة اسمها تدني البدل المادي لتأليف الكتاب الجامعي.
بالنسبة للجامعات الخاصة لم تتصد لحل هذه المشكلة رغم ملاءاتها المادية الكبيرة والأجور التي تدفعها للأساتذة والمدرسين، وهذا غير مفهوم السبب، كما أن أحداً لم يلزمها بذلك، وهي لن تبادر لأنها عبارة عن حالة استثمارية ربحية قبل أن تكون ذات غايات علمية خالصة.
على العموم لابد من حل لهذه المشكلة والخلل البنيوي الواضح..وأمام وزارة التعليم العالي والحكومة خيارات ليست معقدة للحل، أبسطها المبادرة إلى تعديل جريء على النصوص الناظمة لعملية تأليف الكتاب الجامعي، وقد يكون من المفيد أن تساهم الجامعات الحكومية في العبء المادي الناتج عن التعديل.
الآن هو الوقت المناسب لمثل هذه المبادرة، بما أن بعض الجامعات الحكومية تتجه نحو الكتاب الالكتروني، فهل تفكر هذه الجامعات بتحميل الكتب البائدة الكترونياً أم ستنتج كتباً جديدة.. بالتأكيد سترجح كفة الخيار الثاني.
ولابد من البدء فوراً بورشة تأليف حقيقية لاستدراك هذا الخلل الخطير، ولو بدأنا اليوم سيستغرق إنجاز المهمة سنوات، فماذا ننتظر؟.

نهى علي

آخر الأخبار
تعاون بين السياحة والطيران لتطوير برامج التدريب الوطني المعهد التقاني للصناعات التطبيقية بحمص يستقبل ضعفي طاقته الاستيعابية لاستخدامها السلطة الفاسدة.. الأوقاف تفسخ العقد المبرم مع شركة موبيلينك معدات حديثة للمكتبة الظاهرية والمدرسة العادلية اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد جلسة موسعة في الصنمين "الطوارئ وادارة الكوارث": انفجار الألغام أثناء الحرائق سبب لاتساعها روسيا نحو استراتيجية جديدة في سوريا بعد عشر سنوات من التدخل   "خطة ترامب".. هل هي لإنهاء للحرب أم لاحتلال غزة؟ "من الموت إلى الأمل"..  توثيق إنجازات فرق إزالة الألغام وتضحياتهم   جامعة اللاذقية تنهي استعداداتها لبدء التسجيل بالمفاضلة العامة غداً تحديث أسطول وآليات مكتب دفن الموتى في محافظة دمشق لجنة لدراسة تعديل قانون التأمينات الاجتماعية عصمت العبسي: انتصار الشعب السوري ثمرة نضال شعبي وليس منّة من أحد تلمنس تستعيد أنفاسها بعد إزالة نصف أنقاضها بجهود الخوذ البيضاء مكتب لرعاية شؤون جرحى الثورة في درعا سراقب.. عودة الحياة المدرسية بعد التحرير و دعم العملية التعليمية وصول 50 حالة تسمم إلى مستشفى نوى الوطني.. و وحدة المياه تنفي الثلوث  امتحانات السويداء.. حلول على طاولة "التعليم العالي" إجراءات صارمة ضد الجهات غير المرخصة في السوق المالية دمشق .. حيث يصبح ركن السيارة تحدياً.. مواقف مشغولة وقلق متواصل