نواقيس الخطر تقرع.. فشعب غزة يباد.. وشهداؤها وجرحاها والعالقون تحت الركام بالآلاف.. والمنظومة الصحية في غزة المنكوبة في حالة انهيار مستمر.. ومجمع ناصر الطبي نموذج حي على ما يكابده القطاع المكلوم، حيث يفتقد إلى المستلزمات الطبية والجراحية وحتى الطواقم الطبية لا تستطيع إخراج الحالات الحرجة منه، ولكن هل ما يحتاجه أهالي غزة المكلومة هو فقط التحذير والندب والشجب، أم أن ما يحتاجونه فعلياً هو تحرك عالمي يوقف جرائم الإبادة الإسرائيلية ويعاقب الجزار الإسرائيلي على ما ارتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في القطاع المنكوب.
في الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال مشفى ابن سينا وقامت بإعدام ٣ فلسطينيين على مرأى العالم، والمجتمع الدولي غارق في سباته، لتتساقط أوراق التوت تباعاً وتكشف مدى الفجور العدواني الذي بلغه المحتل الغاصب والشلل الأممي الذي وصلت إليه مؤسسات دولية تدعي زيفاً بأنها موجودة لتحقيق العدالة وإنصاف المظلومين ومعاقبة المجرمين، فيما هي وشعاراتها أشبه بخطين مستقيمين لا يلتقيان.
غزة المنكوبة تحولت إلى مدينة للموت فرائحة الدماء في كل مكان والجثامين أيضاً تتكدس في الشوارع والحدائق، والمشافي عاجزة عن بلسمة جراح المصابين، ووسط هذا الزحام الميداني هناك في الغرب، من لا يزال يتشدق بحريات وديمقراطية، متناسياً أن الأجدر به أن يترجم شعاراته التي لطالما نظر بها هناك في أرض غزة النازفة، لا في أماكن أخرى حيث تلتقي أجنداته الاستعمارية مع مصالحه التوسعية.