الثورة – رولا عيسى:
يمكن لممر “شمال – جنوب” الدولي (INSTC) وطريق بحر الشمال زيادة وتسريع نقل البضائع في أوراسيا, ولذلك قد يشكلان بديلًا مربحاً للطرق البحرية الموجودة.
هذا ماجاء في البيان الجديد للمنتدى الاقتصادي الدولي “روسيا-العالم الإسلامي” منتدى قازان 2024 المقرر انعقاده في أيار القادم.
وتابع بيان المنتدى : في عام 2024، سيتم تطوير ممر “شمال – جنوب”, ويعتبر هذا المشروع اللوجستي واسع النطاق. تتوقع شركات نقل البضائع من الدول الأوراسية افتتاح السكة الحديدية السريعة الجديدة من المحيط الهندي والخليج العربي إلى منطقة بحر قزوين، وإلى الموانئ الروسية تقع على بحر البلطيق والبحور الشمالية.
وقد تمت مناقشة هذا المشروع على هوامش المنتدى الاقتصادي الدولي “روسيا – العالم الإسلامي: منتدى قازان 2023. ”
-وبحسب البيان الذي حصلت” الثورة” على نسخة منه – في إيران ينتهي بناء الخط الأخير الذي يربط شبكة السكك الحديدية في البلاد عبر مدينة رشت بالبنية التحتية لموانئ بحر قزوين، وفي إطار ممر “شمال – جنوب” يجري تطوير الطريقين البريين الغربي والشرقي حول بحر قزوين عبر أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان، وفي العام الماضي وقعت روسيا وإيران اتفاقية بشأن بناء القسم الأخير من الفرع الغربي للسكة الحديدية بين مدينتي رشت وأستارا.
تخفيض الوقت والتكلفة
ووفق توقعات خبراء منتدى قازان، سيضمن الممر بين الشمال والجنوب عبوراً سريعاً للبضائع إلى أوروبا، بالإضافة إلى نقلها من روسيا إلى دول الخليج، ويمكن تقليل وقت تسليم الحاويات بأكثر من ضعفين مقارنةً بطرق التجارة التقليدية.
على سبيل المثال،و سيستغرق النقل من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية إلى مومباي الهندية عبر الممر الشمالي الجنوبي حوالي 10-20 يومًا بدلًا من 30-45 يومًا يحتاجها النقل البحري عبر قناة السويس. وحسب تقديرات الخبراء يمكن تخفيض متوسط تكلفة النقل إلى 30-40٪، مما سيؤدي إلى ازدياد حجم تدفق البضائع بشكل ملحوظ، وتعزيز قدرة العبور وزيادة فرص الوصول إلى الأسواق الخارجية للبلدان المشاركة في المشروع.
280 مليار روبل لتطوير الممر..
ووفقاً للبيان : تخطط روسيا لاستثمار 280 مليار روبل في تطوير ممر “شمال – الجنوب” حتى عام 2030، بحلول العام المقبل، وفقًا لتوقعات النائب الأول لرئيس وزراء الاتحاد الروسي مارات خوسولين، التي أُعلن عنها في منتدى قازان 2023، فإن معدل تبادل البضائع بين روسيا ودول منطقة بحر قزوين وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا والخليج العربي “يجب أن يرتفع بضعفين ويصل إلى ما لا يقل عن 30 مليون طن، وبحلول عام 2030 – إلى 35 مليون طن. وهذا يشكل زيادةً بنسبة 155% مقارنة بعام 2021”.
زيادة القدرة الاستيعابية إلى ١٠٠ مليون طن..
ومن المتوقع أن مواصلة تطوير الممر ستفضي إلى زيادة قدرته الاستيعابية بأكثر من 100 مليون طن من البضائع سنويًا، كما أن الاستثمارات في المشروع تتمتع بإمكانيات اقتصادية كبيرة.
وأشار علي رضا بيمان باك ,رئيس منظمة ترويج التجارة الإيرانية, إلى أنه “لتعظيم قدرة بحر قزوين، من المهم إنشاء بنية تحتية للموانئ مزودة بمعدات للتفريغ والتحميل، ومن الضروري تعميق وتطهير القاع في منطقة الموانئ،والتعاون في هذا المجال مفيد لجميع الدول المطلة على بحر قزوين”.
متعدد الوسائط..
كما جاء في البيان: يعتبر ممر النقل عالي السرعة بين الشمال والجنوب متعدد الوسائط، وتربطه الطرق البحرية والبرية وشبكة السكك الحديدية، ويبلغ الطول الإجمالي للطريق من بحر البلطيق إلى المحيط الهندي 7200 كيلومتر، وإن تطوير البنية التحتية وحل المهام اللوجستية المشتركة في إطار المشروع يوحد عددًا من البلدان التي تمر عبرها وسائل نقل مختلفة, بما في ذلك أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وإيران والهند والعراق وطاجيكستان وأوزبكستان.
وتولي الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا خاصًا بالاستثمار وتطوير الجانب التقني لممر “شمال – جنوب” أيضًا، كما أفاد وزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي على هوامش منتدى قازان 2023.
فرص جديدة..
وقال إن المشروع يوفر فرصاً جديدةً لتطوير الموانئ الكبرى في الخليج العربي، ويساهم في تطوير الشبكات اللوجستية ليس فقط بين الإمارات وروسيا الاتحادية، بل بين الإمارات ودول أوروبا الوسطى وآسيا الوسطى أيضًا، وسيسمح بتوحيد العديد من الطرق اللوجيستية الموجودة.
ويعتقد نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسولين أن بناء الممر الشمالي الجنوبي أصبح أحد المواضيع الرئيسية في منتدى قازان، لأنه متعلق باهتمام الدول الإسلامية بتصدير السلع الزراعية الروسية والمنتجات الحلال، ومن المفترض أن الطريق السريع الجديد سيتيح فرصةً لنقل المواد الغذائية والمنتجات الزراعية الأخرى للمستهلكين في آسيا الوسطى والخليج العربي وأفريقيا.
الأمن الغذائي العالمي..
وبالتالي، فإن ممر النقل هذا سيقدم مساهمة ملحوظة في ضمان الأمن الغذائي العالمي.
وستتم مناقشة فرص جديدة لضمان تسليم البضائع السريع والموثوق، بما في ذلك عبر طريق بحر الشمال، على منصة منتدى قازان المقبل الذي سيجري في أيار 2024 بمشاركة دول منظمة التعاون الإسلامي.