أن ينجز فريق طبي بمستشفى تعليمي جامعي إنجازات متميزة وبمسؤولية ومهنية عالية، وفي اختصاص طبي دقيق و مهم للغاية للكثيرين من المرضى، هو بحد ذاته إنجاز يستحق أن يكون وطنياً وأن ترفع له القبعة تقديراً واحتراماً له من جهة واستحقاقاً للتكريم والإشادة به وبإنجازاته على مختلف المستويات محلية وعربية وعالمية أيضاً.
فرغم ظروف العمل الصعبة والتحديات استطاع فريق زراعة الكلية بمستشفى المواساة الجامعي أن ينجز ١٤٦ عملية زراع كلية من متبرع حي، إضافة لإحرازه المركز السادس عالمياً، وماحققه كذلك لا يندرج تحت العدد والكم، وإنما استطاع أن يتميز على مستوى النوع في هذه العمليات ويحصد السمعة الطيبة، رغم كل ما يتعلق بموضوع زراعة الكلية من خبرة طبية ومتابعة للمريض لأدق التفاصيل قبل وأثناء وبعد العمل الجراحي.
فمنذ أكثر من عشر سنوات يتابع الفريق عمله بجهود لافتة لجميع الكوادر العاملة فيه، سواء أطباء وكوادر تمريضية وإدارية، وبروح العمل التشاركي والجماعي، الذي بدا سمة عامة لهذه الجهود الهادفة لمزيد من النجاح وإحراز أفضل النتائج الطبية وخدمة المرضى ممن هم بحاجة لهذه الخدمة بقدر المستطاع، ووفق الإمكانيات المتاحة .
ويفخر مشتشفى المواساة بكوادر هذا الفريق لما يحققه من إضافات مهمة للمستشفى وعكس صورته للمجتمع، وهو الذي يعد الرائد في عمليات زرع الكلية كما ونوعاً، ونسبة اختلاطات أقل من النسب العالمية، حيث العمل المستمر والخطط الطموحة لنجاحات أكبر ليس في تخصص طبي واحد، بل ببقية الأقسام والتخصصات الطبية الأخرى.
والأكثر أهمية في ذلك أن الطموح لهذا الفريق لا يقف عند هذا الحد، بل يبدو الطموح أكبر ولأفق أرحب، حيث السعي للتوسع في هذا العمل وأن لا يقتصر على زراعة الكلية فقط، بل أن يكون هناك زراعات لأعضاء أخرى، وتطوير العمل لتحقيق الخدمة القصوى بكوادر طبية وطنية تستحق كل الاهتمام والرعاية.
فحتى مع كل الصعوبات والتحديات هناك الكثير من الكوادر الطبية الكبيرة، التي آثرت البقاء والعمل في مختلف المستشفيات، ولم تهاجر، فخدمة الوطن واجب مقدس في جميع القطاعات، فكيف إذا كان الحال في المجال الصحي الذي يتطلب الكثير من الجهود والتحديات لاستمرار العمل ومواصلة الخدمات.