تستمر الحرب الاجتثاثية على غزة أمام مرأى العالم أجمع، هي حرب على الشعب الفلسطيني بأكمله وإن كانت الساحة الأكبر فيها غزة.. حرب أشبه بحرب 1948التي أدت لزرع الكيان الصهيوني في وسط جغرافية الأمة.. اليوم يريد نتنياهو العبور إلى رفح بالاتفاق مع أميركا بشكل مبطن.. حيث يطلب بايدن أن تحفظ حقوق المدنيين في رفح في حال تحول قوات الاحتلال باتجاه رفح.
تعويم انتخابي للناخب الأميركي يظهر أن بايدن حريص على المدنيين، لكنه تصريح من الواضح أنه موافقة ضمنية لما يريده نتنياهو.. ليصبح الكيان الصهيوني هو الأقوى ويقود المنطقة.
أميركا والكيان يريدان القضاء على المقاومة بضرب المدنيين، لأنهم مهزومون في مواجهة المقاومة.. لذا تتوجه قواتهم لتوسيع رقعة ضرب المدنيين في الضفة الغربية، التي تواجه اليوم حرب مركبة ضدّ قوات الاحتلال، هي حرب حقيقية، تجتاح فيها قوات الكيان جنين وتستخدم لذلك تغطية بالطائرات، وتزيد من حدة الاعتقالات وضرب المدنيين..
منذ معركة سيف القدس في الضفة الغربية أكثر من 400 شهيد ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين، وما زالت قوات الكيان تمارس العنف الأكبر في أراضي فلسطين كافة.
قوة الكيان تُستنزف على كل الجبهات بين قتلى ومشردين، فهناك شكاوى كثيرة من آلاف المستوطنين الفارين من شمال فلسطين وحدها، حيث ينوف عددهم عن50 ألفاً، لا تستطيع حكومة الاحتلال حلّ مشاكلهم الاقتصادية بسبب توقف أعمالهم ومصالحهم. ما يرهقها لعدم تحمل أعباء الهاربين ناهيك عن الفارين من غلاف غزة ومن المستوطنين الذين تواجههم المقاومة في أراضي 48. الحرب قائمة والإسناد العربي يرهق الكيان وداعميه.
المعركة اليوم معركة الأمة، وخطاب سماحة السيد نصر الله وصفه إعلام الكيان بأنه الأكثر عدوانية ضدّ “إسرائيل” حين أعلن أن جبهة جنوب لبنان لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة حتى لو تحولت إلى حرب، قرار الحرب في شمال الأرض المحتلة ليس لنتنياهو لو أراده، هو لأميركا بشكل صريح. فهي جزء مباشر من العدوان بدعمها وسلاحها المستخدم ضد الفلسطينيين.
الأمر الذي تخشاه أميركا هو تدحرج الأمور لفتح حرب إقليمية، لأنها لن تتوقف عند الإقليم والمنطقة فقط، وستتخطاها إلى الصين وإيران ودول أخرى وسيكون الخاسر الأكبر أميركا.
معركة غزة هي معركة الأمة، دخلت فيها القوات المسلحة اليمنية التي أعلن قادتها أن إسناده مستمر حتى لو توقف القتال في غزة، إلى أن يرفع الحصار عنها. وجبهة البحر الأحمر مستمرة وهي مؤثرة عالمياً اقتصادياً ويصعب احتواؤها.
المقاومة العراقية مستمرة، في ضرب القواعد الأميركية في العراق وسورية، ودول جبهة المقاومة حاضرة تصنع مكانها التاريخي بشرف المشاركة فيها، رغم إنهاك معظمها قبل معركة التاريخ، فاليمن أنهكت لسنوات، واليمنيون يخرجون في أكبر مظاهرات عالمية يطالبون بإصرار حقيقي فتح الأبواب للدخول لفلسطين. تلحق بهم شوارع العالم بتظاهرات مؤثرة ضدّ ما تمارسه قوات الاحتلال بهمجية على المدنيين.