يكثر الكلام عن الأشياء حسب الموسم، وبما أنه اليوم موسم امتحانات الجامعات فحديث الجامعات هو الطاغي لنواحي الظلم والفساد والفرق بين جامعة حكومية وأخرى، وبين حكومية وخاصة.
الأساس في مشكلة طلاب الجامعات تأتي من غياب المقررات لكثير من المواد و بالتالي يبقى الطالب ضائعاً بين مزاجية الأستاذ وأسئلة الدورات السابقة، وهذا يطرح ألف سؤال عن وجود أستاذ جامعي منذ سنوات يُدرّس ولايوجد له أبحاث ومقررات معتمدة في جامعته.
هناك مشكلة أخرى ربما تنظيمية وهي تتعلق بتوزيع علامة المادة بين العملي و النظري، فالجانب العملي المتجسّد بالحضور والوظائف والمخابر تكون نسبته ٣٠ % فيما النظري ٧٠ %.
أما المشكلة الأساسية في الجامعات تكمن في تعاطي بعض أعضاء الكادر التدريسي مع الطلاب، فهناك ما هو قائم على الابتزاز بكل أشكاله، وهناك ما هو قائم على عقلية انتقامية معقدة وحاقدة، فهل يُعقل أن تكون سمعة دكتور في الجامعة أنه لم تتجاوز نسبة النجاح عنده أكثر من ٢٠% أو أقل من ذلك طول سنوات تدريسه؟ و هل هذا مؤشر على نجاح الدكتور أم إنه فشل له في رفع مستوى طلابه والارتقاء بهم؟.. قد تمر دورة يكون مستوى الطلاب متدنياً ولكن أن يكون ذلك سيرة الدكتور على مدى سنوات طويلة فهذا يعني وجود مشكلة لدى الدكتور نفسه يدفع ثمنها الطلاب.
بالمقابل هناك أساتذة جامعات ودكاتره تكون نسبة النجاح لديهم أكثر من ٨٠% وطلابهم مميزون بالدراسة و الحياة العملية وناجحين ويتعاملون مع أساتذتهم المذكورين بكثير من الاحترام والتقدير والعرفان بالجميل.
ربما حدت الأتمتة قليلاً من فساد البعض وقسوة و عنجهية البعض الآخر ولكن يجب على رئاسات الجامعات وضع حد لهذه الظواهر المنتشرة بكثرة و تترك خلفها الكثير من الظلم لطلاب وطالبات يعيشون ظروفاً صعبة وابتزازاً لا أخلاقياً.
المشكلة الأخرى التي تترك آثاراً نفسية بين الطلاب هو الفرق الكبير في المفاضلات بين شريحة وأخرى، فمن المنطق أن يكون الفرق خمس إلى عشر درجات ولكن أن يصل إلى ٣٠ علامة فهذا ظلم و يترك حساسية لدى الطلاب وبينهم.
معد عيسى