الثورة – ديب علي حسن:
إن الثمانين أعوزت سمعي إلى ترجمان.. هكذا قال شاعر عربي قديم.. وعلي أن أقول إن الستين ونيفاً أعوزتتي أن أراجع المستشفيات باستمرار، ولاسيما مستشفى المواساة هذا الصرح الحضاري والإنساني الذي يقدم خدماته المجانية لكل مراجع.
وغيره من المستشفيات السورية التي لا تبخل أيضاً في تقديم الخدمات للجميع فريق طبي متميز من الأطباء إلى العاملين جميعاً.
الكل بكل طيبة ولطف يقدمون الخدمات.. ستجد طبيباً في مرحلة الدراسات العليا يمشي برفقة مريض لا يعرفه يمسك بيده يقوده من عيادة إلى أخرى.. هذا ليس ضرباً من المديح بل لمسته ورأيته وأتابعه منذ سنتين ونيف في مستشفى المواساة كما رأيته في مستشفى جبلة الوطني..
هذه الخدمات المهمة التي لا تكلف المريض إلا نزراً يسيراً لا يكاد يذكر.. ويا للأسف يقابلها شيء من الإهمال والتخريب المتعمد من قبل بعض المراجعين نعم عدم الاهتمام بحماية المرافق العامة.
في مستشفى المواساة كنت شاهداً منذ أكثر من سنة على تجديد دورات المياه في قسم العينية.. خرجت بأجمل ما يكون نظافة واهتمام، لكن للأسف بعد فترة ليست طويلة تبدل الحال صنابير المياه مكسورة، بعضها فقد جزءاً منه وأخرى تترك مفتوحة من قبل المراجعين، ماء يهدر وبقايا نفايات تلقى على أرضها.
منذ يومين خرج عامل النظافة الأنيق والجميل بعد أن أجرى تنظيفاً لدورات المياه وهو يضرب بيده على رأسه وبصوت عال: أيها الناس هذه المنافع لكم.. هل تفعلون ذلك في بيوتكم..؟
إنها ملاحظة سليمة رأيتها في أكثر من مرفق عام..
لن نتهم العاملين في المؤسسات بهذا التخريب أبداً.. إننا نحن من يفعل ذلك قصداً أو دون قصد.
مستشفياتنا مرافقنا العامة أمانة بأعناقنا.. فلماذا هذا الإهمال وهذه الهمجية في التعامل.
نحن ما زلنا بخير فحافظوا على ما بقي لدينا.. إنها مؤسسات الوطن كل الوطن ومن المعيب ما يجري من قبل البعض.