الثورة – رفاه الدروبي:
تألقت أوركسترا وكورال الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي بقيادة الموسيقي مهدي المهدي في أمسية موسيقية غنائية قُدِّمت على خشبة مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون؛ بعد أن أعاد تأسيس أوركسترا وكورال الموسيقا العربية في عام ٢٠٢٠، بهدف النهوض بالموسيقا الشرقية وتقديم تجارب لمؤلفين موسيقيين سوريين شباب في مجال التأليف الموسيقي الشرقي الأوركسترالي لتكون جزءاً من النتاج الموسيقي السوري مستقبلاً.
ضمَّ برنامج الأمسية مجموعة متنوِّعة من الأعمال الكلاسيكية والمعاصرة، حيث قُدِّم فيها: “تحية إلى تدمر” من تأليف المهدي، و”سحرتنا السمات” لزكي ناصيف، مروراً بأعمال الأخوين رحباني مثل “زهرة المدائن” و”سائليني”غنَّتها ياسمين قويدر، و”وطني” و”يا حجل صنين”، كما احتوى البرنامج أيضاً أعمالاً لزياد الرحباني مثل: “قمح”، “رح نبقى سوا” من تأليف الشاعر جوزيف حرب.
مستوى رفيع:
قائد الأوركسترا مهدي المهدي بيَّن أنَّ أداء الفرقة ارتقى إلى مستوى عالٍ، وأنَّ المهمة ليست سهلة بالنسبة لأطفال يؤدُّون معزوفاتهم على خشبة عريقة كمسرح دار الأوبرا، لافتاً إلى ضرورة تخصيص يوم في السنة لتقديم نتاج عام أو فصل دراسي ولابدَّ من تعزيز خبرتهم بعروض أمام لجمهور.
أعمال وطنية:
بدوره مدير مديرية التأهيل الفني ومعهد صلحي الوادي بريام سويد أوضح أنَّ الحفل يُعتبر الأول لمعهد صلحي الوادي على المسرح بقيادة المهدي بشكل مستقل دون أي مناسبة أو فعالية أو مهرجان، وخُصِّص للموسيقا العربية، كما تمَّ اختيار أعمال ذات طابع فني لفيزوز والأخوين رحباني كونها تحمل طابعاً كلاسيكياً بحتاً، وكان التوجُّه لأعمال وطنية بعد أحداث غزة لما للموسيقا من دور فعَّال في رفد الثقافة برسالة وطنية.
كما بيَّن مدير المعهد بأنَّ الكورال مكوَّنٌ من طلبة الغناء الشرقي، إضافة إلى بعض الأشخاص ممَّن يرغبون بالغناء، ومعظم الأعمال تعتمد على الكورال، وتعتبر الأمسية مهمَّة ما يجعلها احترافية شأنها شأن الأوركسترا السورية، خاصةً وأنَّ تخصيص مسرح كبير لتقديم الحفل ألقى عليها قدراً كبيراً من المسؤولية.
الحفاظ على هوية اللحن:
وعن أهداف تقديم الموسيقا الشرقية والعربية بأسلوب أكاديمي أفاد سويد بأنَّه يخضع لقواعد التوزيع الهرموني والعلوم الموسيقية الكلاسيكية وتطبيقها على المادة الموسيقية إضافة إلى عنصر التوزيع الموسيقي دون المساس بهويتها، مُوضِّحاً أهمية تقديم محاولة من الموازنة للحفاظ على هوية اللحن بنفس الوقت وإضافة العلوم الموسيقية الكلاسيكية العربية كالفن وإسقاطها بعنصر التوزيع الأوركسترالي.
كانت موازنة صعبة ولاسيما أداء ألحان الأخوين الرحباني حيث قدموا موسيقا غربية أوركسترالية ونهجوا أسلوبهم واقتربوا من أعمالهم لإتمام طريقهم ما جعل الموسيقا العربية ذات طابع عالمي باعتبار أنَّهم يستخدمون كل آلات الأوركسترا، منوِّهاً بأنَّه لأول مرّة تدخل الآلات النفخية النحاسية والخشبية بينما لم تكن مستخدمة من قبل كالفلوت والكلارنيت والتوربين، فأضافوا ألواناً مُبتكرة للأوركسترا ما أعطى خياراتٍ وآفاقاً جديدة في التوزيع، مشيراً إلى أنَّ الأعمار المشاركة من الطلاب عادةً يعزفون الموسيقا بطريقة شبه مدرسية لكن دون إضافة الإحساس حيث تمَّ التركيز أثناء التدريبات على الإحساس في تقديم العمل وكيف يجب أن يكون وإظهار حالات الفرح والحزن والغضب ما يجعل منهم محترفين حتى لو كانت أعمارهم صغيرة لأنَّهم لا يؤدون النوتات المطلوبة وإنَّما يضيفون إحساسهم ويكون العمل فنياً متكاملاً، أما بالنسبة لقيادة الأوركسترا خاصة مع الأعمار الصغيرة فيكون أصعب من المحترفين ولكن في الوقت ذاته نصنع منهم محترفين.