جسور تحتفي بالترجمة باعتبارها فعلاً إبداعياً

الثورة – رشا سلوم:

تستمر مجلة جسور التي تصدرها وزارة الثقافة بتقديم المزيد من الآراء والدراسات والمقالات وتسلط الضوء على أحدث نظريات الترجمة في العالم وتقدم باقة للقراء المهتمين بالترجمة..
في عددها الجديد توقفت وزير الثقافة الدكتورة لبانة مشوح عند فعل الترجمة كإبداع حضاري إذ كتبت تقول: إنَّ الترجمة فعل حضاري بامتياز بات من المسلَّمات في عالم يُقدِّر دور التواصل بين الشعوب في بناء الوعي وإغناء الفكر وتطور المعارف. والترجمة، مذ وجدت، كانت أداة للتواصل بين الشعوب، ساهمت أيّما إسهام في التعارف والتلاقي فيما بين الحضارات على اختلاف أنماطها الثقافية والفكرية، وفي التعرّف على ما أبدعت الشعوب والأمم من فنون، وما خطّت من آداب. ناهيك عن دورها في تمهيد الطريق للحاق بركب العلم وتوطين المعارف.
كانت الترجمة وستبقى بمثابة همزة وصل، وأحد أكثر أدوات التأثير والتأثُّر فعالية. إنها قناة عبور بين آداب الشعوب بما تختزله من أنماطٍ فكرية، وأساليبَ تعبيرية، ورؤىً حضارية، وخلفياتٍ ثقافية وقيمٍ ومفاهيمَ تعكس تجاربَ إنسانيةً غنيةً مغنيةً في آن معاً إذا ما أُحسِن استيعابُها وتدبُّر معانيها واستخلاصُ المفيد منها. تلك هي الترجمة في جوهرها: أداة تواصل عابرة للحدود وقناة تثاقف حضاري.
لا يتّسع المقام لعرض مزايا الترجمة وأفضالها، وإبراز أهمية الأثر الذي تحدثُه في تطور الآداب والعلوم؛ فلولا الترجمة ما طُبِع الأدب العالمي بحكايات وأجواء ألف ليلة وليلة، ولا عَرف الغرب فلسفة ابن رشد واكتشافاته في الطب، ولا أفاد من حساب الجبر عند الخوارزمي، ولا قرأ قانون ابن سينا ولا استرشد باكتشافاته في مواجهة الأوبئة وكشف السكري والتخدير للتخفيف من الألم.
لولا الترجمة ما تطورت القصيدة العربية، ولا تبدّلت قراءتنا النقدية للنّص الأدبي، ولا انتقلنا إلى المنهج البنيوي أو التفكيكي أو السيميائي… لولا الترجمة ما تطوّرت الأساليب ولا اغتنت اللغات، ولظلّت العلوم حكراً على مكتشفيها والتقانات محصورة بمخترعيها.
المقام لا يتسع للخوض في تفاصيل فضائل الترجمة أو سرد عطاءاتها عبر التاريخ، لكنّها فضائل تنقلب إلى ضدها وعطاءات تأتي منقوصة إذا ما أخلّت العملية الترجمية بمبادئها الأساسية وأهمها الحِرَفية والأمانة. ولا مناص من التأكيد مرة تلو المرة أن الترجمة، كيما تؤدي دورها الحضاري على الوجه الأكمل، لا بدَّ من أن يتحلّى من يمارسها بحسٍّ عال من المسؤولية، فيحسنَ انتقاء مادته من جهة، ويؤدي من جهة أخرى مهمته بدقة ومهنيّة، مسلحاً بزادٍ وافرٍ من العلم والثقافة.
وفي العدد مجموعة مهمة من المقالات المتميزة والمتابعات ويتوقف عند غونتر غراس ويخصص له ملفا كاملاً.

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين