الثورة- عبير علي:
فنان متجدد بأفكاره وفنه، دفعه شغفه وحبه للفن إلى الابداع والابتكار في عالم تطويع المعادن، إنه الفنان التشكيلي إسماعيل اشتيا الذي طوّع الحديد بين يديه، على الرغم من قساوته وقتامة لونه، فحوله بمطرقة وسندان، إلى معدن رقيق بأشكال ومجسمات إبداعية مختلفة.
وعن الخامات التي يستخدمها في عمله، أوضح في حديثه لصحيفة الثورة أنها “الحديد والنحاس والألمنيوم”، وبعض أدوات المطبخ “الشوك والملاعق”، ونوه بأن بعض الأعمال تحتاج في تشكيلها وإنجازها إلى أيام وقد تصل لأشهر، حيث يتم العمل على مراحل بدءاً من ترويض المعدن بأساليب متعددة بالطرق والإحماء، ما يتطلب جهداً عضلياً وصبراً كبيراً، إضافة للخبرة الطويلة لكسر جبروت المادة الصلبة وتليينها، وتطويها حتى تخرج بشكلها النهائي المتقن مع المحافظة على لونها الخام الأصلي، ولن يصل إلى هذه المرحلة إلا من خَبِرَ خامة الحديد، وأحبّ مواصفاتها جيداً.
أما منحوتاته التي تجاوز عددها الستين بعضها تحاكي الواقع الإنساني كتجسيد العمال والفلاحين، وعبّرت بعضها عن علاقته بالطيور، كما برَعَ بتجسيد المرأة في أعماله، من خلال الشكل الذي جاء كحلقات مفرّغة، معتمداً في تشكيله على”الرنديلات المعدنية”، إضافة إلى بعض التصاميم المزخرفة، الخاصّة بالديكورات المنزليّة من طاولات، وأراجيح، وعربة لعرض نباتات الزينة.. وغيرها من مجسمات فنية تعبيرية.
وتحدث الفنان ومدرس حرفة اللحام والتشكيل في الثانوية المهنية بالسلمية عن آخر أعماله، تصميم بدأ العمل فيه منذ أشهر ولم يكتمل بعد متمثّلاً بمجسم، يبلغ ارتفاعه 175سم يجسّد المرأة المضطهدة التي تواجه قيوداً مجتمعية وأسرية لتسليط الضوء على معاناتها بدلالاتٍ فنيّة فريدة.
وعن علاقته بالمعدن أكد أنها وطيدة بقوله: “علاقتي مع المعدن والحديد والمطرقة علاقة حب قوية نتناقش ونتحدث مع بعض لدرجة شعوري أن القطعة التي أصنعها كأنها جزء مني والسعادة المطلقة تكون عند اكتمالها”.