عاشوا الآلام والآمال

الملحق الثقافي- خالد حاج عثمان:
منذ الكلمات الأولى..والقصيدة..والفكرة الأولى…ومنذ البحث الأول….كان للمجتمع الحصة الأكبر من الاهتمام والموضوع..الغايات والأهداف..والمقاصد..
فالأدب ومنذ القديم وعبر توالي عصوره ما أبدع إلا لخدمة المجتمع.. والفكر ماكان إلا لصالح الإنسان…
وهذا أكثر ماكان يظهر في الملمات والكوارث والمصائب والمعارك والحروب والمآسي التي كان يتعرض إليها الإنسان…
وملف الثورة لهذا العدد مخصص لهذه القضية وتجلياتها..عبر السؤال الآتي:
هل لامس الباحثون والمبدعون السوريون هموم المجتمع السوري في هذه الحرب ؟ هل فعل كذلك الشعراء الباحثون الفنانون وغيرهم، وكيف تجلى ذلك..؟
سؤالنا هذا طرحناه على عدد من المبدعين وكانت إجابتهم التالية:
– ملامسة فاعلة للمبدعين السوريين هموم وطنهم..أثناء الحرب..هكذا عنونت الشاعرة نسرين بدور مساهمتها في ملحقنا قائلة:
الوطن الغالي عنوان الكرامة والحياة،به نحيا ومن خيراتهِ نعيش،نحن أبناء الوطن… كرامتنا من كرامته
علينا اجتياز المصاعب الواقعة عليه مهما بلغت قوتها وحدتها،مع مواكبة الأحداث والتطورات الحاصلة
دون الاستسلام لأي أمرٍ كان…
فالمجتمع السوري يبدأ من الفرد ثم الأسرة،وصولاً للمجتمع الذي عانى ومازال يعاني في كلّ تفاصيل حياته،
فمتطلبات الحياة كثيرة،وبظل هذة الأزمة الاقتصادية،يصعب تأمين مايلزم وهذا الوضع مضى عليه عدة سنوات ،من دون تحسن
حتى لامس الوضع جميع طبقات المجتمع،وأكثرهم هم أشدّهم فقراً…
…من يعين الشعب وبالأخص ضحايا الحرب؟
-من هو المسؤول لتخطي الأزمات؟
-ماهو مصير الجيل والمستقبل الذي وقع ضحية الماضي؟
-ماذا أصاب الناس الذين يعيشون قسوة الحياة ..
الشعور الأصعب الذي يلامس ضحايا الحرب هو الحزن والأسى …
..هؤلاء يلامسون مايدور في هذه البلادوهم أكثر حملاً لأعباء وهموم الحياة وبالتالي لما يجري من أحداث حاصلة
بسبب الحرب الكونية التي وقعت داخل سورية الحبيبة ومازلنا تحت وقعها…
نعيش على صراط الوطن الغالي بالرغم من الظروف والواقع المروالوضع المعيشي الاقتصادي الصعب.
-ماذا عسانا أن نفعل كي نعيش عيشة كريمة؟
-إلى متى.. وإلى أين تسير هذه البلاد؟
جميع هذه الأسئلة تحتاج الإجابة والحلول هي الطريقة الأرجح والأنجح.
-أتحدث عن نفسي كوني مواطنة وشاعرة سورية تشعر وتتألم بشدة فالوضع يضيق ويفوق وصفه.
وكم أتمنى زوال الهموم كي نعيش بسلام
-أتحدث بلسان قلمي الذي ينبض حباً لكلّ شبر من هذه الرقعة الجغرافية
-أتحدث بلسان المواطن السوري الشريف فمن حقّه العيش بعز وكرامة.
-أرجو أن تكون رسالتي وصلت عبر كتاباتي المستمرة ومواكبتي لحال الشارع السوري والهموم والعراقيل التى تعترض حياة المواطن السوري.
-فكل منا يلامس الوضع ويعبّر بطريقته الخاصة.
-فالسياسي أو الباحث الاستراتيجي نظرته وخططه مختلفة عبر إيجاد الحلول.
-أما الشاعر والكاتب والإعلامي سلاحهُ القلم ورسالته خالدة خلود هذا الوطن الحبيب.
نحن من نكتب بشفافية عن حال الشعب بظلّ هذه الأزمة المعاشة.
ويظهر ذلك في مواضيعنا المطروحة والمتنوعة وبالحلول والخدمات والمساعدات التي نقدّمها.
بالإضافة للمجالات الإبداعية والفنية الأخرى
التي يتميز نجومها بالتمثيل والإخراج والغناء والرسم والرياضة ،فكم من مبدع رسخ القضية بأعماله الفنية وصنع منه الوطن نجماً سورياً وعربياً وعالمياً نفتخر بذكر اسمه.
-الوطن يفخر بأبنائه المبدعين والمميزين،وكلما أحببت الوطن وقدّمت له وأخلصت إليه.احتضنك لتكمل مسيرتك وتشرق كشمس الصباح التي تبشر بمستقبل ناجح نحن صناعه،بالعمل والأمل والمحبة نكبر ونستمر.
بالصبر والعزيمة نبني المستقبل المشرق مع المحافظة على نسيج الوطن لنعيش بأمان وسلام.
– مقاربة ومعايشة المبدع…. للواقع ضرورية ..
وتتابع الشاعرة( نرجس عمران) كلامها ..فتقول:
من مقوّمات أيِّ نجاحٍ مقاربة الوَّاقع ومحاكاة اللحظة وهنا يقع على عاتق كلُّ مبدعٍ في أيِّ مجالٍ كان سواء كان شاعراً أو نحّاتاً أوروائيّا أو قاصاً أو ممثلاً أو مُصمماً أو رَساماً أو …
أن يلامس واقعه بكلّ شفافيّة وينقله بإبداعه بكلِّ مصداقيّة إلى التَّاريخ عموماً، وليست مهمته تنحسر فقط في تصديره خلال زمنه الرَّاهن فقط ،فمواكبة الحدث جرحاً كان أم فرحاً ،نصراً كان هزيمة ،حرباً أم سلاماً، حبَّاً أم خيبة ، هي مهمة المبدع وتتعلق الدِّقة في الرِّواية بمقدارالشَّفافية والسَّوية في الإبداع.
أما بالنسبة للجرح السُّوري ، فنظراً لخصوصيته ومقدارعمقه حيث تتماهى تجاهه كلُّ الجِّراح.فأنا أؤكد أن لا تعبير مهما بلغ من الدِّقة والإبداع قادرٌعلى وصفه .فهو له وضعٌ مختلفٌ جداً ليس فقط بالنسبة للشّعراء والمبدعين من فنانين أبداً فقط بل أيضاً بالنسبة للعموم.
هو لم يحفز الفنانين على الإبداع فقط بل حفّز أيضاً المشاعر في نفوس الكثيرين وأصبحوا بمثابة شعراء أو كتاب او مبدعين أصبحوا بحاجة فعلا للتعبيرعنه بطريقتهم نعم لقد كان مؤلماً لدرجة جعلت الكثيرين في حالة من العطاء الخاص حباً ببلدهم ودفاعاً عنها ، وكلّ انتهج طريقة تناسب أفكاره وظروفه المهم أنَّه أوجد طريقة من إبداع خاصة بها ينضح بها مشاعره ليحاكي واقعه وأزمة تمر:بها بلاده
وفاحشة هذه المؤامرة وبشاعة هذه الحرب أجزم أنها أكبر من الكلمات أو اللوحات أو القصائد أو التصاميم أو أي تعبير .
لكنَّ مبدعينا نجحوا حقيقةً في محاكاتها ومقاربتها وجرِّ نزيفها إلى عمق الأفكارمن خلال إبداعاتهم المختلفة وعطاءاتهم الخاصة ، وهنا تجثم أهمية الفن وعظمة الإبداع.
فلا يخفى على أحدٍ أبداً عمق الجرح السُّوري ومقدارالقهرالذي أصاب النبض الوَّفي من جرّاء هذه المؤامرة الكونيّة
لذلك انبرت الأقلام، واستعدت الألوان، وهرعتِ الأصابع وحتى الأفكار تجيّشت لتواكب هذا الجرح بأصدق وجود له في الصَّوت والصورة ، نعم لم يقصرالمبدعون السُّوريون على الإطلاق في إطلاق العنان لتعابيرهم ومواهبهم والصّدق في مشاعرهم
لتجسد هذا النَّزف في صورة شبه حيّة ستوقف التاريخ دوماً في لحظات الحقيقة .
هكذا تتبدى حقيقة ملامسة المبدع- أياً كان – للواقع المعاش في وطنه..
وهكذا تجلّت مساهمة ومعايشة مثقفنا ومبدعنا الشاعر والقاص والروائي والفنان والباحث و..لقضايا مجتمعه..
ففي سورية التزم المبدع قضايا وهموم السوريين وناضل من أجل بناء مجتمع سعيد تسوده الكرامة» والبحبوحة «والسيادة والعيش الكريم في بلد مازال منهكاً من أثر حرب كونية وقعت عليه..
تحية إلى كلّ من ساهم ويساهم في خدمة مجتمعنا العربي السوري باتجاه الشفاء من كلّ ويلات الحرب التي عشناها ولانزال نعيش بعض ذيولها ومنغصاتها ونتائجها..على المستويات جميعاً لاسيما الاقتصادي والاجتماعي والثقافي…
                           

العدد 1182 – 19 -3 -2024

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم