يبدو أن أزمة نقص الورق أو فقدانه حطّت رحالها في وزارة التربية، وهناك أكثر من دليل على ذلك؛ فأغلب المدارس في محافظة حمص تطلب من الطلاب شراء أوراق امتحانية من المكتبات الخاصة عند إجراء المذاكرات لتكون الإجابة عليها، ويعمد المدرسون إلى إملاء الأسئلة على الطلاب مع ما تستغرقه هذه العملية من ضياع وقت من المدة المخصصة للامتحان. لكن أكبر دليل على ( الأزمة الورقية ) أردنا أن نضعه برسم مديرية تربية حمص هو أن أغلب المدارس لم توزع الجلاء المدرسي على الطلاب ..!! مع أن الفصل الثاني قارب على الانتهاء؛ ومن المعروف أن توزيعها كان يتم بعد بداية الفصل الثاني بأسبوع أو أسبوعين كي يتثنى للطالب معرفة المواد التي قصّر فيها ليعمل على تلافي التقصير وتحسين مستواه في تلك المواد. لكن يبدو أن هذه الأمور تأتي في آخر اهتمامات القائمين على العملية التعليمية. وهم مشغولون بقضايا وأمور أكثر أهمية من ذلك، منها على سبيل المثال لا الحصر متابعة قضية المعاهد الخاصة وقد انتشرت في أحياء المدينة كانتشار النار في الهشيم …!! أو قضية التزام المدرسين بإعطاء الدروس داخل الصفوف، حيث تحولت العملية – للأسف الشديد- لدى بعضهم إلى عملية رفع عتب، وهو أمر طبيعي لسلسلة من خلل أطاح بمكانة المدارس الحكومية وأهميتها، خلل يتطلب معالجة جدية وواقعية وليس قرارات تنظيرية لا تساوي بالقيمة والأهمية الورق والحبر الذي كتبت به …
فهل تفعلها وزارة التربية قبل فوات الأوان؟.