غصّت شوارع العاصمة الهولندية بأطياف مختلفة من الحشود التي كانت تهتف لحرية فلسطين وتصرخ في وجه الوفد الصهيوني أثناء مروره ممثلاً للكيان المحتل لفلسطين يترأسه رئيس الكيان، اصطف المتظاهرون على شكل شارات مرور تشير نحو محكمة العدل دلالة على أنه وفد مجرمين وقتلة، لابدّ من محاسبتهم محتجين على أن يمثل الصهاينة العنصريون يهود العالم.
ما تلقاه الوفد الرسمي الصهيوني وعلى رأسه رئيس كيان الاحتلال من الذلّ والإهانة لم يلقاه وفد في العالم، وقد طال الإحراج أيضاً المستقبلين وملك هولندا.
كان التوجه لحضور الوفد الصهيوني فعالية في أمستردام.. المفاجأة أنه حدث على وقع الهتافات التي تنعت الوفد الصهيوني بأنهم مجرمون وقتلة، وعليهم التوقف عن العرقبادية التي يمارسونها، أصوات تشقّ عنان السماء حيث لم تستطع خبرة الإعلام من إخفائها أثناء النقل التلفزيوني.
حتى أن الكثير من اليهود كانوا ضمن المحتجين المناهضين للاحتلال والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان على أهل غزة وفلسطين..
امتاز المشهد بالخزي والعار لوفد الكيان والمرارة والحرج لملك هولندا شخصياً.
كان ممثلوا اليهود يعلون الصوت احتجاجاً على تمثيل الصهيونية ليهود العالم، ما يفقدهم إنسانيتهم قبالة شعوب الأرض.
للحدث صداه العالمي حيث أن حضور الوفد الصهيوني للفعالية كان على وقع الهتاف لحرية فلسطين أمر جلل.. تهتز له عروش التائهين عن بوصلة الحرية في الشرق والغرب، أما مفقوئي الأعين عن ما يحدث لشعب من بني الجلدة يباد لأنه يدافع عن أرضه وحريته وكرامته، والأفواه بكماء والآذان صماء.. تلك هي الكارثة..
الشارع الغربي يتغير وإن بقيت نخبه الحاكمة على ما هي عليه من دعم للاحتلال الصهيوني بحجة الديموقراطية، فستهتز خاصة اليمينية منها.
عندما تتصدر أكبر الصحف الهولندية NRCصورة للمحتجين بنصف صفحة، فهذا يعني أن على الجميع استعادة حساباته. فتغير المفاهيم العالمية لا بدّ يحدث أمراً، ولا بدّ من يقظة في الوعي العام لمن لا يرغب بالوصول لحرب كارثية تنهي الجميع.