الملحق الثقافي- بادر سيف – الجزائر:
دم باك، ساحر ذلك الليل
بعيداً حيث تثرثر الأشجار في بحيرة الاضطراب
يمضي الوقت بطيئاً على هندباء الأبجدية
يتناثر الجفاف على دفتر الريح
ينسج القصب المائل
عنقاً مملاً
وعلى شفة النفلى تكتب حقول القصب
قاماتها المتكسرة
يلهو الصفصاف بدموع الحجر
ترفقي أيتها الأيام الحاسرة هناك في منتصف
القبلة مرارة
وفي مستقبل الأرض غضار آدمي
يشكل من أهداب النوافذ رتلاً من العناق
وخفاء الأعضاء
تتصلب التقوى حين يلامسها ماء الكشف
والحضرة الصوفية
ترسم على جدار الكون ابتكارات النجوم
دم باك، شاعر يعاند دهشة الأسرار
وعلى قارعة الذكرى يطلق العناق لهواتف الهواء
عله ينجو من لهاة الزمن المسبوغ
بالأسود الرمادي
دم شاك، يفتش في زوادة الدرب الرابط بين
النبائل ومهرة الانقراض
عن منفذ للضوء بأجنحة من ورق الينابيع
دم يرسم بظلام الدقات بثوراً على هيئة
الطير الناعس
يخمص قبضته المباني المتتالية
….
آنا هنا مند عصور اليأس
أسكن جرن الكتب وأساور التعاليم الآهلة في زوايا
القلب
هنا منذ أن تعالت رائحة التاريخ
و حصير البسالة
آنا هنا تائه بين انبيق الأبجدية
وعبث الحرية
طيش العصر
ضيق المكان
وظلم الفهم
،،،ربما يتآكل عصر الهياكل المغلقة
يسكن شقوق الأزرار الملتبسة
يتآكل الظن
يهجر أرض الله
كل شكل روح
وكل روح رقم
أمشي ثم أمشي، لا أهتدي بلافتة، أترنح على أهداب النوافذ
الحاسبة، عله يشرق ذلك القمر الغزال المهى
….
أفرك وجه المدينة النائمة
أسبح في لهب الدروب المهربة
ترتسم على بياض النجوم الباسمة أسماء شوارع مضرجة
بخلاسية الزهور
اجلس كعادتي على ريش القطيع
العابر الحابس لسلطان الندف
أشرب
ثم أشرب
ثم أشرب
أشرب نتوءات الذرة
لثغ الإلكترونات
اهجر نفايات الكلام المهدج
إلى سطوع الأزمنة المنشطرة
اطلع من جيوب التجاعيد الواهمة
أهيل التراب على بساط الهدوء
أرسم نبوءات الربيع وأشباح الماضي
أفكك ملاحم السلاحف المهاجرة عكس عقارب البخار
وأنا الأرض
ورق البردة
تلك الوجوه الواجمة المستنفرة أمام طوفان الغضب
نعم أشكل من مساحيق الذكرى
هدهدا
وصباغ المعنى لوحة كجذر السوسن
العدد 1184 –2-4-2024