الثورة – عبير علي:
رسائل سوريّة محملة بنداء المحبة والسلام لكل العالم، هذا ما رصدته لوحات الفنان التشكيلي سموقان أسعد، بمعرضه الحالي في بلجيكا، والتي احتضنتها صالة اربيرو، إلى جانب النحاتة البلجيكية بريجيت دانس، فشارك بأكثر من 30 لوحة، وهي من أعماله الأخيرة التي اعتبرها “رسائل سورية إلى العالم”، وتكثر فيها عناصر المحبة والسلام، وهي بالطبع استمرار لجميع تجاربه السابقة، التي تحوي مواضيع الغابة والأسطورة والبحر والحياة والحب.
وفي حديث لصحيفة الثورة يقول سموقان: (أستطيع تسمية المعرض “رسائل سورية ونداء السلام”، فالوجوه التي أرسمها هي حالات داخلية، يمكن أن توجد لدى الكثير من البشر، وهنا أعتمد على إظهار القدرة الخفية للون، بغض النظر عن الوجه الذي يغطيه، وإمكانية الخطوط المحيطة به -اللون والخط- فهي خارجة عما هو تقليدي، حيث نرى اشتراك التصويري مع الغرافيكي، للوصول إلى عرض صوري لحالات تعبيرية، فهذه اللغة لترتيبات الوجوه الشاقولية تمكّن من قراءتها بشكل حر وكيفي، فتعتمد على الشكل وصداه البصري، فالخطوط والألوان هي متحررة من قيد الأشكال والموضوعات).
هذه التجربة، تضيف شيئاً إلى ما هو منجز على صعيد التشكيل، الذي يُرضي إلى حد ما الفنان سموقان، إذ إنه لم يسر على خطا الآخرين كما ذكر، وإن تجربته هي ذاتية محضة، فهو يضع نفسه دوماً في مواقف صعبة، ولا شيء ينقذه منها إلا التجريب والعمل الدؤوب (الأصالة في تجربتي هي جعل منطق المرئي لخدمة المخفي أو اللا مرئي).
ركز الفنان سموقان في معرضه على الجانب البصري لدى المشاهد، إذ يعتبره مشاركاً في العمل الفني بشكل كبير، لأن العمل يحتوي الكثير من الدلالات، ويأخذ المشاهد شيئا من العمل حسب ثقافته البصرية ويبني عليه، فيرتاح للدلالة التي تخصه هو وحده.
ونوه بأنه من النوع الذي لا يضع عنواناً محدداً للعمل، لأن اللوحة في نظره تحوي الكثير من الدلالات والمعاني، وهي موجهه لكل البشر للإنسان العادي الذي لا يمتلك أي ثقافة تشكيلية، وللناقد الفني، وعنوان العمل بالنسبة له يحد من معانيه المتعددة، لا بل وينقص من هذه القيمة!.
ومهما كانت العناصر التي يرسمها، فلابد أن تحوي شيئاً من الحضارة الأوغاريتية ومن أساطيرها، التي أغلبها دعوة إلى الحب والحياة، والأمل والتفاؤل، والطاقة الإيجابية.
وأضاف.. في كل معرض من معارضي، أحاول بطريقة ما أن أنقل الجانب الأسطوري للحضارة السورية، مع المحافظة على خصوصية اللوحة السورية المعاصرة، إنه أسلوبي الخاص الذي أعتز به، وهو يشبهني كثيراً في اللون والخط والتقنية.
وختم الفنان سموقان بالقول: إن العالم الأوروبي عشق أعماله كثيراً، وفي هذا العام 2024 له عدة معارض أخرى، أغلبها في فرنسا وبلجيكا، وهي مشاريع تحمل القيم البصرية العليا، وتفتح أفاقاً ونوافذ جديدة للتشكيل السوري، معرباً عن اعتزازه بهذه المشاركة، التي يشارك فيها أهم الفنانين في العالم، باعتبارها حدثا ثقافيا بامتياز تتنوع في المعارض والملتقيات.
يذكر أن معرض بلجيكا من ضمن مجموعة المعارض المقررة للفنان سموقان في أوروبا، وكان أولها معرضه في القصر الكبير (الغراند باليه) في مدينة ليل الفرنسية في شهر شباط الماضي، وشارك بثلاثين عملاً تشكيلياً، وجاءت مشاركته من خلال ترشيحه من قبل صالة Art pero في بلجيكا.
ويعتبر معرض الغراند باليه من أهم المعارض الدولية، باعتباره حدثا ثقافيا عالمياً يتكرر كل عام بمشاركات جديدة، ورغم أن مدة المعرض هي أربعة أيام فقط لكن كل يوم يزور المعرض أكثر من 1000 زائر من الفنانين والمهتمين بالفنون والمقتنين.
التالي