الثورة – يمن سليمان عباس:
يرى علماء التربية والنفس أن الإنسان بمقدار ما هو ضعيف أمام الكثير من الحوادث فهو أيضاً قوي وجبار، ولاسيما إذا كان قادراً ومؤمناً بذاته.. من هنا تأتي الدراسات التي تبحث في تطوير الذات وقدرتها على النهوض دائماً.
ألم يقل الشاعر العربي القديم..
أتزعم إنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر..
من الكتب المهمة الرائدة في هذا المجال، (كتاب أنت قوة مذهلة) وهو من أفضل الكتب وأهمها في تطوير الذات والثقة بالنفس، حيث أكدت المؤلفة جين سينسرو في كتابها أنت قوة مذهلة أن جميع البشر أذكياء في الواقع، ولديهم مهارات وقدرات خارقة لفعل أي شيء، ولكن هناك القليل من يستثمر وقته في تطوير نفسه ومن تلك المهارات لكي يصبح الشخص الناجح الذي يتمنى أن يكون من زمن.
وكما ترى أيضاً جين سينسرو مؤلفة كتاب أنت قوة مذهلة أن هناك نوعين من الأشخاص وهما: أشخاص ناجحون، وآخرون فاشلون، وأن الفرق بين الناجح والفاشل هو أن الناجح يبدأ في تطوير ذاته ويبذل الكثير من الجهد والوقت لكي يصل إلى ما يريد.
أما الفاشل فإنه يريد أن يصبح تماماً مثل تلك الناجح ولكنه لايريد أن يبذل أي مجهود، ولكنه يريد أن يأتيه النجاح دون أن يتعب نفسه أو يبذل أي من جهد.
وحسب أبحاث المؤلفة جين سينسرو أن جميع البشر متشابهون في قدراتهم ولكن تختلف من شخص لآخر فهناك شخص آمن بقدراته فتفوق ووصل إلى ما يريد والآخر لم يؤمن.
وبالتالي لا يوجد شخص أفضل من شخص آخر ولكن هناك شخص عمل وتطور واجتهد وسعىٰ والآخر حلم واستسهل وتكاسل، فهنا فرق شاسع بين الشخصين فالأول وصل إلى حلمه بعد الاجتهاد والسعي والجد والآخر لم يصل بسبب تكاسله، فالذي يريد النجاح عليه أن يؤمن بنفسه ثم بالعمل والاجتهاد.
كما ترى المؤلفة جين سينسرو أن جميع البشر سواسية، وهذا الرأي سبقها إليه الإسلام السمح.. ولكن الإيمان والثقة بالنفس هما العاملان الأساسيين في تحقيق النجاح، فهناك الكثير من البشر لا يفعلون شيئاً غير التمني وذلك بسبب عدم إيمانهم بذاتهم والثقة بأنفسهم، فالثقة المعدومة في ذواتهم تجعلهم أشخاص عاجزين عن التقدم والنجاح.
– من ركائز النجاح..
– يجب أن تقوم باتخاذ قرار ما، الإنسان بطبعه يفضل الجلوس وعدم الالتزام ولا يأخذ أي قرار جاد، ولكن عندما تأخذ قراراً ما كأنك تعقد شيئاً مع نفسك تلتزم به، وإن لم تتخذ قراراً للبدء الآن أعمل وقرر واجتهد لكي تتمكن من الوصول إلى حلمك، وفي طريقك الفشل هو الوحيد استسلامك أما أي شيء آخر فهو مجرد جمع معلومات.
– كيف تتخطى الهراء الذي يحدث لك؟
تخلص من الأشياء التي تخدم اختيارك، وابدأ باختيار الأشياء التي ستجعلك تعيش حياتك التي تريد أن تعيشها، ضعف الإصرار والعزيمة للقيام بشيء ما يجعلك ناجحاً وفي أغلب الوقت ليس قلة الخبرة هي التي تمنعك من التقدم.
رغبة النفس، النفس تفعل أي شيء يمنعك من التغير والتطور، نفس تضع لك حدود إيمان فهي تعتمد علىٰ الخوف وهي الراحة في منطقة الراحة.
– يجب أن تحب نفسك، عليك أن تقوم بالأشياء التي تحب أن تفعلها وألا تقارن نفسك بالآخرين، وإن أخطأت فعليك أن تسامح نفسك وقدر كم أنت مميز.
– الرحلة للسعادة، بالرغم من امتلاكنا لعدة طرق مختلفة، إلا أننا لدينا في عقولنا وجهة واحدة وهي السعادة ومن خطوات إيجاد السعادة: ابدأ الآن ولا تفكر كثيراً فقط أطلق العنان لنفسك، ابحث عن ما تجيده، وقم به، وإذا كنت تحب ذلك، لاتتساءل كثيراً.. لا يجب أن تكون مختلفاً.).
صحيح أن الكتاب يخرج من مؤسسات علمية معروفة ولكن يجب القول إن هذا كله قد تم الحديث عنه في الفكر العربي منذ قرون عديدة ولكننا لم نحسن العمل على تطويره.