اتكئ على شرفة الأيام أطل منها على زمان مضى، على ليالي العيد ، أمس كنا أطفالاً نتسابق للفوز بعيدية من الأهل والأقارب لنتباهى بها أمام الأصدقاء وأولاد الجيران ، نشتري ما يحلو لنا من المأكولات والألعاب ونركب الأراجيح ويمضي الوقت سريعاً دون أن نشعر بكم الساعات التي قضيناها بصحبة الأصدقاء في أجواء من السرور والأماني بطول الزمن للتمتع ببهجة العيد.
قبيل العيد وتحديداً في آخر شهر الصوم تعبق البيوت بروائح الحلوى وينهمك أفراد الأسرة كلها بتحضيرها في جو من المرح والسعادة، وفضول طفولي لمساعدة الأمهات وإلحاح عليهم للتذوق قبل الطهي، وجديد الثياب نحتفظ به تحت الوسادة لنرتديه صباحاً وقبل معايدة الآباء وتقبيل أيديهم .
عادات وتقاليد تزخرف أيام العيد وتضفي عليها نكهتها الخاصة وخصوصاً للأطفال، لقد واجهت العوائل والأسر ظروفاً جديدة في ظل غلاء معيشي قاهر وارتفاع أسعار خيالية في مجالات الحياة كلها، حرمت هؤلاء الصغار التمتع ببعض مظاهر العيد ولكن أستاذة الجاهزية القصوى، وهي الأم بما تمتلكه من خبرة في التدوير والتدبير والترشيد والإصرار على إشراقة العيد في البيوت، أنعشت ليالي العيد بضحكات الأطفال وإدخال البهجة على قلوبهم.
اقتحمت التكنولوجيا حياتنا وتسللت إلى أجمل تقاليدنا الاجتماعية وأعرقها في العيد حيث تبادل التهاني بالحضور الشخصي فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية بين ذوي القربى والأصدقاء وهذه العادة المستحبة هي واجب اجتماعي في الواقع تحولت اليوم إلى رسالة نصية لمعايدة الكل في ثوان.
ويبقى العيد عنوان الفرح والسعادة والألفة والوفاء وقول الإنسان للإنسان بقلوب تفيض بالصفاء والنقاء وأنك بخير.
التالي