شهدت الملاعب الأوروبية ببطولاتها الثلاث، إثارة كروية وشغفاً جماهيرياً، في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر، فكانت غزيرة بأهدافها، مليئة بالدروس الكروية، فنياً وتكتيكياً، عسى كوادرنا الكروية، من مدربين ولاعبين، أن يكونوا قد حظيوا بمشاهدتها واستخلصوا الأفكار والخطط والعِبر من هذه اللقاءات الكبيرة الغنية كروياً.
ففي دوري الأبطال الذي شهد غزارة تهديفية، بتسجيل ثمانية عشر هدفاً في لقاءاته الأربعة، وحد أتلتيكو مدريد من بين الفرق المستضيفة نجح بتحقيق الفوز على ضيفه الألماني بوروسيا دورتموند بهدفين لهدف، لكنه بالتأكيد غير كافٍ لموقعة الإياب الصعبة في سيغنال إيدونا بارك، ونجح القطب الإسباني الآخر برشلونة بالعودة بانتصار ثمين على مضيفه باريس سان جيرمان بثلاثة أهداف لهدفين، ليقطع الفريق الكتالوني خطوة كبيرة في بلوغ الدور نصف النهائي، بعد غياب لسنوات.
أما مباراتا قمة الجولة، في سانتياغو برنابيو، و الإمارات، فقد أوفتا بوعودهما و قدمتا وجبتين كرويتين قلّ نظيرهما، لاسيما موقعة سانتياغو برنابيو بين سيد البطولة ريال مدريد، وحامل اللقب والأقوى أوروبياً في السنوات الأخيرة مانشستر سيتي، في مباراة تمنى كل من شاهدها أن تمتد لأشواط وأشواط أخرى، لما قدمه الفريقان من فنون الكرة والأهداف الجميلة، والتي انتهت بالتعادل بثلاثة أهداف لكل الفريق، وهي نتيجة بالتأكيد تصب في مصلحة السيتيزينز، الذي قلما ما يخسر على أرضه في ملعب الاتحاد، مما سيزيد الضغوط على الميرنغي، ولم تكن موقعة ملعب الإمارات بين آرسنال وضيفه بايرن ميونيخ أقل إثارة ومتعة، بعد انتهاء اللقاء بالتعادل بهدفين لهدفين، ليتأجل الحسم لأليانز أرينا في ميونيخ، ولتكون حظوظ عملاق بافاريا أكبر.
أما بطولة الدوري الأوروبي”البطولة الثانية من حيث الأهمية” فشهدت سقوط الكبيرين ليفربول “بالثلاثة” وميلان “بهدف” على أرضهما ! لكن تبقى حظوظ الروزينيري قائمة عكس الريدز، على حين تابع ليفركوزن توهجه وسلسلة انتصاراته التاريخية، كما تغلب بنفيكا على ضيفه مرسيليا، لكن بنتيجة غير حاسمة.
بالمجمل كانت السهرات الأوروبية بلياليها الثلاث، سهرات كروية ممتعة، مليئة بالشغف الكروي، أروت ظمأ عشاق الكرة الذين سيكونون على موعد مع لقاءات الإياب في بحر ونهاية هذا الأسبوع.

السابق