الثورة – طرطوس – لجينة سلامة:
بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية، كان العرض المسرحي (ناكر الجميل) على خشبة قومي طرطوس في أول أيام العيد ضمن (تظاهرة فرح الطفولة 2024) الذي تقيمه وزارة الثقافة -مديرية المسارح والموسيقا خلال أيام عيد الفطر السعيد.
وبعيداً جداً عن كل ما له علاقة بتقنيات هذا العصر وقريباً جداً منه عبر ما قدّمته المخرجة أمل العلي من نص مسرحي لأبي خليل القباني، ولكن بإعداد جديد، مع المحافظة على قوة النص دون تحريف، وبالعمل على أخذ بعض المشاهد وربطها ببعضها البعض عن طريق سرد الراوي للأحداث المتتالية.
بداية المسرحية كانت مع قراءة البيان اللغوي الذي عرّف فيه القباني فن المسرح والغاية منه والفائدة كذلك.
ومن ثم كان العرض من بطولة خمسة عشر طفلاً وطفلة تتراوح أعمارهم بين السابعة والأربعة عشر عاماً.. قدموا المشاهد باللغة العربية الفصحى بطلاقةٍ وبأسلوبٍ مبسط.
تناولت المسرحية قيم الصدق والفضيلة والأخلاق السامية والقدرة على التسامح والعفو وضرورة الحذر من الناس المنافقين والغدّارين والأفّاكين الذين يضمرون الحقد ويظهرون الود.
أخذ العرض وقتاً أقل من ساعة استمتع به الحضور الأطفال برفقة أهاليهم إلى جانب الفائدة من هكذا عمل فنّي، يعنى بأهمية العودة إلى القراءة وبهدف الحفاظ على المستوى اللغوي عند أغلب أبنائنا الذبن باتت تأخذهم اللغة المحكية، لغة الموبايل والحاسوب.
ولدى متابعتي للعمل على الخشبة والحضور، وجّهت سؤالاً للمخرجة أرفقتهُ بتساؤلين: هل وصلت الفكرة للأطفال الحضور، خاصةً وأن هناك مفردات ذات محتوى قد لا يسعهم فهم مغزاها ومعناها.. وهل كان بالإمكان اعتماد اللغة المحكية (العامية) لإيصال الفكرة بسهولة، أم أن ذلك كان أمراً مقصوداً؟
تقول العلي: “لقد تمت قراءة النص لاثنين وأربعين طفلاً بغرض التجربة ولاستنباط الفكر ومدى وصول المضمون، تفاجأت بتلخيص الأطفال للقصة بلغتهم المحكية، وكان إحدى أهداف العمل رفع المستوى اللغوي لديهم إلى جانب رغبة الأطفال بمتابعة المسرح”.
وتضيف: “الأطفال اليوم هم أكثر حاجةً لهذا النوع من الأعمال الفنية والقراءات النصية كي نرتقي بمستوى البيان اللغوي لديهم وهم أكثر حاجةً أيضاً للعودة إلى الكتاب”.
الجدير ذكره.. شارك في المسرحية كل من جنى التلاوي ونور مصطفى وخولة زبيدة وعلي داوود وورد عبد اللطيف وعلي عيسى وماهر أسد حسين ورهف محمود وشهد سليمان وسيلا عبد اللطيف وإبراهيم التلاوي ومنيسا سليمان وعمران محمود.
وكان في الجوقة كل من زينة حسين وراما محمود (10 سنوات).
في اليوم الثاني للعيد، كان الأطفال على موعد ممتع مع العرض التفاعلي والمسرحي لفرقة (الرينبو) التي قدمت “سمسوم وسمسومة” عبر طرح حوار مباشر وتفاعلي على الخشبة بين الطالب الكسول زياد والطالبة المجتهدة ليندا للإشارة إلى ضرورة الالتزام بالواجبات الدراسية وأهمية التحصيل العلمي.
وجسّدت الحوار المخرجة وعد الجردي وطارق الحسين عبر مسرح الدمى وقيامهما بدور شخصيتي الطالبين المتناقضين.
في اليوم الأخير للعيد كان اختتام فعاليات التظاهرة بعرض غنائي لفرقة (شهرزاد) للمسرح الراقص كان عرضاً مليئاً بالفرح والمغامرة
حمل عنوان (عقلة الاصبع) وتضمن رسائل مباشرة عن الخير والمحبة وثمار التعاون والمثابرة والصبر، وقد لا تكون فكرة المسرحية جديدة لكن الجديد هو الذي اجتهدت فيه مدير الفرقة ومخرجة العمل أُنس حرفوش في تناول الفكرة برؤية وصياغة مختلفتين، وبإخراج جديد مع مشاركة خمسة وثلاثين طفلاً وطفلة تتراوح اعمارهم بين ال5 سنوات وال12سنة.
قدمت المخرجة عرضها الغنائي بأسلوبها الذي يتميز دوماً بالمهنية والتنظيم خاصة وأن العمل مع الأطفال وبأعداد كبيرة له متعته ومتاعبه في الوقت ذاته.