كما وعدت، وفت قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وردّت على استهداف قنصليتها بدمشق، وجاء الرد صاعقاً على كيان العدو الإسرائيلي، محذرة الكيان وحليفته الولايات من أخذ العبر والدروس، وعدم تكرر أي عدوان يستهدف سيادتها أو مصالحها.
أهمية الرد الإيراني، أنه جاء شرعياً وفق القوانين والشرائع الدولية ووفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تجيز لأي دولة ذات سيادة بالرد على أي عدوان يستهدف سيادتها ووجودها على جغرافيتها بما فيها سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية وقنصلياتها في البلدان الأخرى، إذ تعد هذه امتداداً لجغرافيتها.
جانب آخر مهم في الرد، هو أنه استهدف أهدافاً عسكرية فقط من مطارات وقواعد جوية عسكرية إسرائيلية، تصدر منها الاعتداءات ضد المنطقة، ولم تستهدف أية منشآت مدنية، كما يفعل كيان العدو باعتداءاته الجبانة والغادرة التي تستهدف المدنيين العزل والأبنية المحرم دولياً استهدافها مثل المشافي والأبنية السكنية والمدارس ودور العبادة والسفارات وغيرها، في قطاع غزة وفلسطين والمنطقة.
لقد شكل الرد الإيراني رادعاً لكيان الاحتلال وعدم التمادي وتكرار مثل هذه الاعتداءات، وصار يحسب مئة حساب وحساب قبل أن يقدم على هذه المغامرة المتهورة غير محسوبة النتائج.
وتأتي أهمية الرد أنه كشف ضعف هذا الكيان وحليفته الولايات المتحدة وعجزهما عن منع حصول هذا الرد بالتهديد والوعود وأن إيران ولا حتى قوى محور المقاومة الأخرى لا تخيفها تلك التهديدات الإسرائيلية والأميركية.
لقد شكل الرد انتصاراً ليس للجمهورية الإسلامية الإيرانية فحسب بل انتصار لقوى محور المقاومة في قطاع غزة وفلسطين والمنطقة وأنه سيعزز من مكانة دور المقاومة وتأثيرها الحيوي في فرض معادلتها ومحدداتها في الصراع مع العدو ومع القوى المعادية التي تستهدف فرض مشروعها في الهيمنة والسيطرة.
انتصار ستكون نتائجه المهمة وألقه المنير لدرب مستقبل مشروع المقاومة نحو تحرير الأرض المحتلة واستعادة الحقوق المغتصبة.