الثورة – عبير علي:
فنانة شاملة، لم تترك مجالاً فنياً وغير فني إلا ودرسته وخاضت غماره، علاوة على عملها في مجال التدريس الفني والمهني والعلمي، ورغم تعدد المجالات وتشعبها والتي أخذت من وقتها وجهدها الكثير، ظل إنتاج اللوحة الفنية وعرضها هاجسها الأساسي.
إنها الفنانة التشكيلية جميلة نقولا عيد كاترينا.. التي امتلكت خبرة عالية من خلال عملها الطويل في رسم الأيقونات، وعشقها الكبير لهذا الفن الروحي المتسامي، والمنتشر في الكنائس والأديرة والعديد من البيوت، وكذلك توزع أيقوناتها في اليونان وسورية.
وفي معرضها الأخير (نفحة روح)الذي أقيم في النافذة الثقافية بصيدنايا. جسدت الفنانة كاترينا المرأة وموضوع الأمومة والعناصر الأخرى، بحالاتها التعبيرية المختلفة، وخاصة الحالات المعبرة عن مرارة المرحلة التي مررنا بها خلال الحرب، وصولاً إلى مأساة أطفال غزة، ومروراً بكارثة الزلزال، بصياغة واقعية تعبيرية على حد قولها، رغم اتجاهها بأقسام من اللوحة، وخاصة في الخلفيات لإضفاء تشكيلات تجريدية، وهذا يبعد لوحاتها مسافات، عن الرسم الواقعي التقليدي والتسجيلي.
من خلال هذا الحوار، الذي تركز حول لوحات معرضها الأخير وهواجسها وتطلعاتها، وحول العلاقة بين دراستها ولوحتها الفنية تقول:
درست المعهد المتوسط للصناعات الهندسية والمعدنية- ميكانيك إنتاج خراطة وتسوية معادن-ودرست الرسم والفنون التشكيلية دراسة خاصة، وخضعت لدورات مثل التمريض، ودورة سيراميك وورد، والرسم على الزجاج، وعلى القماش، ودورة حلاقة وتصفيف شعر، والتصميم..قمت بأعمال كثيرة، لكن كل ذلك لم يستطع إبعادي عن اللوحة والرسم، فالرسم عامل مهم في حياتي والوقت الذي يمضي دونه، أشعر بالضياع والفقد والحرمان.
وتضيف: كان هاجسي أن أتعلم كل ما يفيد ويشمل الفن، حتى في العمارة وعلم النفس. ولأني أقدس مهنة التدريس والتعليم، درست طلاب التدريب السريع، والتدريب المهني وطلاب الثانوية العامة والثانوي المهني (عملي ميكانيك وكهرباء سيارات، والرسم الهندسي، والرسم الصناعي)، درست الرسم التصميمي للأزياء، لطلاب المعهد التقاني النسيج للألبسة الجاهزة، والرسم الهندسي والصناعي لطلاب المعهد التقاني الهندسي، كما درست تصميم الأزياء والتفصيل، ودرست الفنون والرسم التشكيلي لطلاب الابتدائي والإعدادي والثانوي.
وعن معرضها الأخير الجديد بينت أنها دعيت من قبل وزارة الثقافة- مديرية الثقافة بريف دمشق، النافذة الثقافية بصيدنايا، لإقامة معرض فردي بمناسبة أعياد آذار “عيد المرأة، والمعلم وعيد الأم” بعنوان(نفحة روح)، حيث شاركت بـ 55 لوحة بقياسات مختلفة وموزعة على مجموعات تبدأ الحكاية منذ الحرب العدوانية على بلدنا عام 2011 وحتى يومنا هذا.. فرسمت الحرب والدمار، القتل والضياع، الفقر والجوع والحرمان، الألم والمرض، الهجرة والوحدة، الشوق والتجذر، الموت والولادة من الخطيئة، الابتسامة من الألم والمرض، التشرد والتسرب المدرسي، دور الأب الضروري إلى جانب الأم من خلال لوحة الأب.
كما رسمت مأساة أطفال غزة، وتداعيات كارثة الزلزال.
وفيما يخص تركيزها على موضوع المرأة.. وماذا يعني..
أوضحت الفنانة كاترينا أن المراة هي المحور الأساسي في مجمل أعمالها، فهي نصف المجتمع والأم والأخت والزوجة والابنة والحبيبة وفي بعض الأعمال تعتبرها الإنسان، سواء أكان رجلاً أم امرأة، لكن ترسمها امرأة، وخاصة أنه في زمن الحرب أصبحت المرأة في بعض الحالات هي المعيلة في أسرتها حيث تقوم بدور الرجل والمرأة معاً.
وحول شغفها المتواصل برسم الأيقونات..!
تذكر أنها منذ الطفولة وهي مغرمة برسم الأيقونة، ولم تكن تعرف أنه يحق لها كإنسانة كتابتها، إلى أن دُعيت من قبل كاهن في اليونان لكتابتها بالجبل المقدس، بالإضافة لرسم بعض الأيقونات، عندها شعرت بالسعادة الكبيرة. وكتبت عدة أيقونات، موجودة في اليونان وفي سورية.
وعن مشاركتها في المعارض، أشارت إلى مشاركتها بأكثر من 200 معرض جماعي، منها معرض المعلمين بمناسبة عيد المعلم لمدة عشر سنوات، ومعرض توقيع اتفاقية الصداقة بين وزارة السياحة ووزارة الثقافة، ومعرض دمشق الدولي، وحصلت على جوائز وشهادات تقدير وشكر بالمعارض التي شاركت بها. كما حصلت على جائزة لمسابقة تصميم ورق اليانصيب.