ما أرادته من طلبها.. قصدته بحرفيته..
لكنه تحوّل بالنسبة إليه، إلى شيء آخر.
الآن.. تتذكّر ذاك الموقف الذي بُنِي على (سوء فهم)، فكانت حكايتهما التي تسترجعها بكامل تفاصيلها بسبب رسالته التي تغافلت عنها.. وكأنها ترد (سوء الفهم) ذاك إلى أصله.. فكأنه ما كان.
مع أنها تدرك تماماً.. أن الزمن يجعل من ردود أفعالنا ذات محصلة معدومة مساوية للصفر.. تسقط فاعليتها بالتقادم..
إلا في الحبّ، فتتلاشى هذه المعادلة.
في هذه النقطة..
هي ماكرة جداً.. بدرجة ثقتها بنفسها..
أو الأصح ثقتها بحبّه.. حبّه لها.. مع أنه لم يتلفظ به يوماً..
ولهذا..
هي باهظة المكر.. فائقة بتقليب وجوه..
تحبّ (سوء الفهم) ذاك.. حتى لو أوصلها إلى نتيجة: أكثر من نحبّهم هم أكثر من نبتعد عنهم..
لا يغير ذلك من قناعتها بأن الحبّ هو الطاقة المقصودة في قول “ميشيل أونفري”: (لدينا طاقة في حاجة إلى نحت وتشكيل، والبحث عن المتعة هو فرصة للاحتفاء بالقوة التي تلازمنا وتجعلنا على ما نحن عليه).. الحبّ هو الطاقة والمتعة والقوة..
وبالتالي.. هو الأداة الأجمل والأوفر حظاً لنحت ذواتنا وتشكيل وعينا بأنفسنا وبمن حولنا، وما حولنا..
وبعض الحبّ يُعيدُ تشكيلَنا ونحتَنا وفق مقاييسه وحدَها، فنبصر “الأنا” كما لم نعرفها من قبل.
تحبّ سوء الفهم ذاك.. الذي تحوّل إلى أجمل ذكريات..
وتتلذذ بتذكّره، وتذكّر ما استجره بينهما من أفعال وردودها.. وما بينهما من جنون.. احتوى طاقةً ومتعة وقوة إصرار..
إصرارها أنها كانت في قلبه، كما لم يكن أحد قبلها..
وبهذا أيضاً هي ماكرة جداً..
وثالثاً.. وعاشراً.. هي ماكرة جداً.. لأنها اخترعت اللحظة أو الخطوة السابقة لسوء الفهم ذاك.