مسألة حسم الدوري قبل عدة جولات وترك بقية الفرق تتنافس على الوصافة، ليست حدثاً سوريا،ً بل هي حدث عالمي وأشهر الأمثلة عليه تأتي من الليغا عندما حسمه برشلونة مبكراً في الموسم الماضي، وها هو الملكي يرد له الدين ويطير بفارق 11 نقطة عن أقرب المنافسين.
يستعد الفتوة للاحتفال بنجمته الرابعة بعدما حسم الدوري قبل جولات وبفارق كببر عن الوصيف بلغ ١١ نقطة، وهذا بطبيعة الحال جعل جميع مبارياته التي تلت الحسم مثار جدل كل منهم حسب مزاجه، وهو في النهاية كلام لا يسمن ولا يغني من جوع.
بغض النظر عن المشاعر النفسية لدى المتربصين تجاه الفريق المتفوق فمن يرجع إلى ضميره سيؤكد أن التفوق كانت له أسبابه المنطقية مقارنة ببقية فرق الدوري، هناك الاستثمار في استقطاب المحترفين والاستقرار المالي وبالتالي الفني رغم أن الفتوة بدل عدة مدربين ولعب مباراة فاصلة بمساعد المدرب.
لكن الفارق وحسم اللقب مبكراً جعل المباريات القادمات هدفاً لخوض الألسنة، فهل المطلوب من فريق لا يحتاج للقتال وتعريض لاعبيه للإصابة أن يقاتل كي لا يقال عنه إنه جامل الفريق الفلاني وقسى عمداً وحقداً على الفريق الآخر.
من الطبيعي أن يتعثر الفتوة بالخسارة أو التعادل في بعض ما تبقى له من مباريات، فعينه الآن على كأس الجمهورية، أما الذين تسكنهم نظرية المؤامرة فلا يجدون للإنصاف سبيلاً مهما حاولنا إقناعهم وسيظلون يرددون تصورات في الظل بعيداً عن البقعة المشمسة التي أعطت للبطل مقومات بطولته.
لا يخلو دوري في كل أنحاء العالم من هؤلاء، كما لا يخلو من أخطاء أيضاً، ومن المهم جداً التذكير بأن تفوق الفتوة ترك انطباعاً وأثراً إيجابيين لدى البقية، بمعنى أنه شكل تجربة ناجحة بدأت فرق أخرى منذ الآن تحذو حذوها، ومن المتوقع أن تشهد النسخة المقبلة من الدوري تطوراً ورفعاً للقيمة الفنية للاعبين وتسويقاً أكثر تفوقاً وتقوية للمصادر المالية لجميع الفرق،س وهذا ما سيكفل لنا متعة افتقدناها طويلاً، ألف مبروك للآزوري الذي حاز على نجمته الرابعة باستحقاق ولندع الذين يتلقطون الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع جانباً.