الثورة _ ديب علي حسن:
منذ أن كان السوريون على هذه الأرض هم البوصلة والسفين والربان عشرة آلاف عام من الحضارة المتواصلة ومئات المدن الخالدة وآلاف المعارك التي خاضوها من أجل الأرض والإنسان شقوا عباب البحار ومضوا وراء الأفق لم يهدهم إلى حيث يبحرون الا الإيمان أنهم رسل عطايا وخير..
السوريون الذين أهدوا الحضارة أول أبجدياتها من الحرف إلى اللون إلى الطعام وآدابه وعلموا العالم كيف يكون الفداء أليس عيسى بن مريم الفدائي الأول سورياً؟
اليوم يتراكم الإنجاز ويحق لكل سوري آمن بأرضه ووطنه وقضايا أمته أن يفخر أنه سليل هذه السلسلة من الإنجازات…. لن نذهب بعيداً في ملاحم التضحية والشجاعة ولكن لنبدأ قبل قرن ونيف….. يوم ارتقى شهداء السادس من أيار وتقدموا نحو أعواد المشانق وهم يهتفون تحيا بلادنا…… ثم ملاحم الثورات ضد المحتل الفرنسي…. الصدور العارية قاومت الطائرات والدبابات واستطاع أبناء سورية انتزاع الاستقلال والجلاء…..
كل سوري قصة شجاعة وحكاية بطولة في كل بيت ماضيًا وحاضراً، مآثر من البطولات وأي شعب أجدر بالحياة أجدر بأن يقلد وسام الشجاعة أكثر من هذا الشعب الذي عرف كيف يخوض الأهوال من أجل الكرامة.
السوري يعشق الحياة ويريدها له ولغيره ولهذا كما قال القائد المؤسس حافظ الأسد (لسنا هواة قتل وتدمير لكننا ندفع القتل والتدمير عنا).
اليوم سورية تمضي في رسم خطوط الغد المشرق ليس لها وحدها إنما للعالم المؤمن بالحرية بالكرامة بالشجاعة ثلاثة عشر سنة والإرهاب المتواصل والعدوان الغربي على سورية ورايات الكرامة مرفوعة في كل بيت وفي كل قرية ومدينة وشارع وحي…. آلاف الشهداء…. أمهات يزغردن في مواكب التشييع…. أم تقدم أبناءها الخمسة وتقول لو كان لدي السادس ما بخلت به من أجل سورية.
هذه شجاعة الشعب والوطن ليس في ساحات الوغى إنما في كل ميادين الحياة المعلم في مدرسته والطبيب في مشفاه والعامل في معمله والفلاح في حقله….. الكل ينجزون بعزيمة وإصرار وفي كل أسرة حكاية شجاعة تستحق أن تدون وأن تروى للأجيال.
ولكن لابد من الانتقاد.. جائزة الشجاعة هي وسام على صدر كل سوري هي على صدر طالب ارتقى وهو يرفع العلم السوري وهي لجندي بترت ذراعاه وظل يتأبط بندقيته… هي لعامل في معمل لم يغادر موقعه على الرغم من كل ما جرى…..
أن يكون لدينا جائزة للشجاعة فهذا أمر يعني الجميع هذه جائزة فوق الجوائز كلها لأنها لكل سوري ليست للجندي وحده ولا لأي لون من ألوان العمل إنها شاملة قد تمنح اليوم لفلاح وغداً لعامل وبعده لمدرس أو طبيب أو إعلامي.
سورية المنتصرة بأبنائها تعرف كيف تصون الكرامة وتتوج أبناءها بأكاليل الغار وتزرع بيادر النور في القلوب كل سوري أسطورة فداء وحكاية يجب أن تروى وتدون….. وما أروع أن يكون ذلك على الملأ نحتفي به في كل وسائل الإعلام….. أن يكون في كل كتاب ومجلة وأن يكون سجل الفداء لأنه سجل سورية كلها.
إن مرسوم إحداث هذه الجائزة يضاف إلى سلسلة الجوائز التي تمنح إلى أبناء سورية كل في مجال عمله وإبداعه.
إن الجائزة سجل شرف يضاف إلى ما كان ويعني أننا ماضون دائماً وأبداً في درب العطاء الذي يثري الوطن والأمة والعالم.