محمد شريف جيوسي
من المفارقات الغريبة أن يدعي الغرب معارضته للعداء للسامية لكنه يدعم الصهيونية ويناهض السامييين العرب.
واليوم نرى أن الرئيس االأمريكي جو بايدن لا يزال يصر على إعتماد مفهومه الخاطئ غير النزيه لمعادة السامية (بحسب تصريحاته الأخيرة حول اعتصامات الطلبة في الجامعات الأمريكية) رافضا المفهوم السليم لمعاداة السامية, ما يستوجب عدم الخلط بينها وبين الصهيونية , أي إن معاداة السامية شيء ومعاداة الصهيونية شيء آخر بمعنى أن مهاجمة الصهيونية وتعبيرها التنفيذي “إسرائيل” وما ينجم عنهما لا يعني معاداة للسامية كما أن الانتصار للفلسطيينين وانتقاد حرب الإبادة التي تشن على الشعب الفلسطيني لا تعني بحال معاداة للسامية , بل إن من معاداة السامية شن حرب إبادة على الفلسطينيين حيث إن الشعب الفلسطيني والأمة العربية من الشعوب السامية.
إن مفهوم بايدن للصهيونية ومعاداتها معتمد أيضا لدى الغرب , وفي حين يقتصر مفهوم معاداة الصهيونية على الكيان التنفيذي للحركة الصهيونية ؛ يتجاهل أن العداء للعرب وشن الحروب عليهم هو عداء للسامية بمعناها الدقيق النزيه لكن الغرب بعامة ينحاز لإسرائيل وليدة الصهيونية ويشن الحروب على الساميين العرب بكل أشكالها علما أن يهود اليوم ليسوا أصفياء الانتماء للسامية فقد اعتنق الديانة اليهودية عبر العصور العديد من الشعوب والأقوام الأخرى بما في ذلك القبيلة ال 13 كما تؤكد ذلك المصادر التاريخية .
بمعنى أن الغرب قسم السامية إلى ساميتين سامية (صافية) يشن عليها الحروب ويستعمرها ويجزء بلدانها ويشن عليها حروب إبادة عبر أداته “إسرائيل” وليدة الصهيونية فيما ساند ويساند السامية التي تشن حروب الإبادة ضد السامية العربية بذريعة المعاداة للسامية وهي خطيئة تاريخية يرتكبها الغرب وامريكا والسبع الكبار .