هي ذكرى النكبة تلملم كدماتها عن جسد فلسطين وتعلن اقتراب خروجها من رزنامة غزة حين صنع أبطال المقاومة في السابع من تشرين يوماً زلزل الأرض من تحت نتنياهو وبصقه في وجه واشنطن، فأصبحت “إسرائيل” التي لا تقهر عالة سياسية على ظهر بايدن لا يستطيع أن يدخل بإجرامها الانتخابات الرئاسية ولا أن يخوض بخساراتها معركة أميركا لإنقاذ ما تبقى من قطبيتها الأحادية.
فنتنياهو الذي طالما تباهت حكومته المحتلة بأنها الأكثر غطرسة وإرهاباً وهمجية يتساقط جنودها كالورق الأصفر في طريق المقاومة الفلسطينية للتحرير بل إن هناك من قال بأن جرح أو أسر أو قتل ضابط إسرائيلي بات أسهل من صيد الطيور وباتت حكومة الاحتلال بحاجة إلى الجنود وليس لقرارات نتنياهو وقوانين التجنيد والتي ستؤدي إلى تمزق داخلي في الكيان يزيد طينة الغرب بلّة.
فالكيان الذي تعثرت خطواته من غزة إلى رفح يغص في تناول أخباره الميدانية ويكاد يختنق في مناوراته السياسية حول التسوية فيهرب نتنياهو إلى توسيع الحرب لتدخل أميركا والغرب مباشرة لكن بايدن يلجمه لأنه لا يريد خسارة الشرق الأوسط بأكمله بمقامرة من الكيان ولا يريد الهزيمة المشتركة مع نتنياهو بل يسعى للحفاظ على المعركة داخل طوق السيطرة والنزول السياسي عن شجرة الحرب بما يخدم انتخاباته خاصة أن الناخبين في الجامعات لن يعطوه الأصوات بعد أن سقطت أقنعة الديمقراطية وتبين لهم بأن الحرية هي مجرد تمثال لا أكثر يحمل شعلة لإحراق البشرية وليس لنشر العدالة والمساواة والديمقراطية فكلها أفلام معبأة في خزانة الأفلام الهوليودية لسياسة أميركا.
التالي