الثورة _ عبير علي:
تحفة فنية غنية بالأصالة، معلقة في صالة المعارض بحاضنة دمر التراثية.. تسحر عين الناظر إليها.. تدهشه بتفاصيلها وجمال ألوانها، تتجلى فيها براعة الحرفي السوري، وقدرته على دمج حرفتين تراثيتين، وتحويلهما إلى تحفةٍ «ثريا» تعكس حضارة سورية العريقة، وتشعر الناظر إليها أنها فن ينبض بالحياة والإبداع.
أبدع صنعها الفنانان الماهران شيخ الكار «لؤي شكو» زجاج فينيقي، وشيخ الكار «محمد زياد الشايب» المختص في الثريات النحاسية.
وفي لقاء لصحيفة الثورة حول خصوصية هذه «الثريا»، أشار الشايب إلى أنها تمثل تحفة فنية جميلة بعدة أشكال، سواءً كانت مضاءة أم غير مضاءة، وكل كرة زجاجية فيها هي لوحة بحد ذاتها، وفيها مزيح بين حرفتين يدويتين تراثيتين، هما النحاس والزجاج الفينيقي اليدوي، وهذه الكرات هي مزيج من الزجاج والفضة، مصنوعة بشكل يدوي بشكل كامل، ووضع فوقها من الأعلى نحاس مصنوع بطريقة يدوية 100%، وجُمعت بطريقة رائعة حتى أخذت شكل القبة من الأعلى، وتتدلى منها سلاسل النحاس المطلي بالذهب، وتعلق بها الكرات الملونة التي يختلف عددها حسب علو السقف.
ولفت الشايب إلى أن الكرات المعلقة عليها تتشابه مع بعضها البعض، ولكن لكل منها لون مختلف عن الآخر ولو قليلاً، لأن الزجاج المصهور لونه عسلي، وعندما يوضع عليه «سيدات الفضة» الطبيعية مع مواد كيماوية بالفرن وتنصهر مع بعضها، تظهر تموجات الألوان التي تشبه ألوان قوس قزح البهية، وهذه التموجات طبيعية وتعتمد على حرارة الفرن، وعندما تزيد الحرارة تزيد التموجات ولها وقت معين، وبالنتيجة هو عمل مُتعب ويحتاج إلى حرفي ماهر، مشيراً إلى أنه في هذه الظروف من الصعب إنجاز هذه التحفة، التي يوجد فيها إبداع وتقانة وتميز، بسبب عدم توفر المواد الأولية وغلاء مادة الفضة.
ويمكن أن يصنع من هذه الكرات الملونة «لمبيديرات أو أبليكيات» توضع على الطاولة، وذكر الشايب أن المنتج اليدوي فيه روح، إذ يمكن أن ينجز أكثر من قطعة من دون أن تشبه أي قطعة الأخرى.
التالي