الثورة – هراير جوانيان:
تستضيف الولايات المتحدة في الفترة من (20 حزيران إلى 14 تموز القادم) النسخة الـ( 48) من بطولة كوبا أميركا بمشاركة (16 منتخباً) تم توزيعهم إلى أربع مجموعات، تضم كل منها أربعة منتخبات، تضم الأولى: الأرجنتين (حاملة اللقب)- البيرو- تشيلي- كندا، وتضم الثانية : الإكوادور- فنزويلا- المكسيك- جامايكا، وتضم الثالثة : الأوروغواي- بوليفيا- الولايات المتحدة- بنما، فيما تضم الرابعة : البرازيل- كولومبيا- الباراغواي- كوستاريكا.
ويتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي، و في التقرير التالي نسلّط الضوء على تاريخ هذه البطولة التي تعد أقدم مسابقة قارية على الإطلاق.
استضافت الأرجنتين في (1916) النسخة الأولى من كوبا أميركا، تحت اسم كأس أميركا الجنوبية لكرة القدم، بمشاركة أربعة منتخبات ضمّت أيضاً البرازيل وتشيلي والأوروغواي التي أحرزت اللقب على حساب الدولة المضيفة.
أوّل مباراة
أوّل مباراة أقيمت في تاريخ البطولة جمعت منتخبي الأوروغواي وتشيلي في (2 تموز 1916) وانتهت بفوز الأوروغواي (4-0) في بوينوس آيرس.
سيطرة أرجنتينية و أوروغوانية
تناوبت الأوروغواي والأرجنتين السيطرة على المسابقة، فأحرزت الأولى ألقاب (1923 و1924 و1926 و1935 و1942) والثانية (1925 و1927 و1929 و1937 و1941 و1945 و1946 و1947).
كوبا أميركا
كان لتأسيس بطولة كوبا ليبرتادوريس للأندية عام (1959) أثره على المسابقة، فتوقّفت بين (1967 و1975) عندما اكتسبت رسمياً اسم كوبا أميركا وأحرزتها البيرو في دولٍ عدّة مضيفة.
أجريت المسابقة مرّة كلّ أربع سنوات بنظام مشابه حتى عام (1987) عندما توّجت الأوروغواي في عقر دار الأرجنتين التي استضافتها لأوّل مرّة بعد غياب (28 عاماً) وذلك برغم مشاركة أبطال العالم (1986) وعلى رأسهم الأسطورة دييغو مارادونا.
قرّر الاتحاد القاري في (1986) إعادة النظام القديم من خلال استضافة دولة واحدة للنهائيات كل سنتين بين الأعضاء العشرة المنضوين تحت لوائه، هكذا وبين (1987 و2001) أقيمت البطولة مناوبةً على أرض الدول العشرة المؤلفة لكونميبول.
صحوة البرازيل
الصحوة برازيلية كانت بعد مع تتويج سيليساو عام (1989) عندما أحرزت على أرضها أوّل ألقابها الكبرى بعد تتويجها بمونديال (1970) في المقابل، توّجت الأرجنتين بقيادة الهداف غابريال باتيستوتا بلقب (1991) في تشيلي بعد انتظار دام (21 عاماً) في الإكوادور (1993) دُعيَ منتخبان من كونكاكاف هما الولايات المتحدة والمكسيك فحلّت الأخيرة وصيفة أمام الأرجنتين (2-1) واستعادت الأوروغواي بريقها عندما أحرزت لقبها الرابع عشر على أرضها في 1995 على حساب البرازيل بركلات الترجيح.
وعرفت البرازيل بين (1997 و2007) مرحلة ذهبية، فتوّجت أربع مرات في (1997) على ارتفاعات بوليفيا، (1999) ضد الأوروغواي عندما أهدر الأرجنتيني مارتن باليرمو ثلاث ركلات جزاء ضد كولومبيا في الدور الأول (0-3)، ثم أسقط (أوريفيردي) الأرجنتين في نهائيي 2004 و2007.
خرق كولومبي لهيمنة البرازيل
وحدها كولومبيا نجحت بخرق هيمنة البرازيل عندما توّجت بلقب(2001) على أرضها ولأوّل مرة في تاريخها على حساب المكسيك (1-0) وفي ذلك العام فجّرت هندوراس مفاجأة كبرى بإقصائها البرازيل في ربع النهائي (2-0).
في (2011) ودّعت الأرجنتين المضيفة أمام الأوروغواي بركلات الترجيح في ربع النهائي، على غرار البرازيل أمام الباراغواي، فخلت الساحة أمام الأوروغواي التي حصدت لقبها الخامس عشر أمام الباراغواي (3-0).
وفي نسخة العام (2015) استحقت تشيلي لقبها الأوّل على أرضها، بعد تخطيها الأوروغواي والبيرو والأرجنتين في الأدوار الإقصائية.
وكرّر التشيليون السيناريو عينه في نسخة (2016) وأمام الأرجنتين بالذات، ليتوّجوا بالنسخة المئوية.
أما نسخة (2019) التي شاركت فيها قطر واليابان كضيفتين، فكانت موعد البرازيل لفك صيام دام (12عاماً) عن الألقاب الكبيرة، بتتويجها على أرضها أمام البيرو (3-1).
فكّ ليونيل ميسّي نحسه مع منتخب الأرجنتين وتوّج بلقب(2021) على حساب البرازيل المضيفة وزميله السابق في برشلونة الإسباني نيمار (1-0) على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، ليحصد أوّل ألقابه الكبرى مع بلاده، قبل أن يتوّج في العام التالي بلقب مونديال قطر 2022.