في عز هذا الصيف اللاهب، وفي حرارته الشديدة وحاجة كل كائن حي في الحياة للمياه، تعلن وزارة الموارد المائية أن انقطاع التيار الكهربائي عن محطة السن سيؤثر على إمدادات المياه لكافة المحاور المستفيدة منها (أي المحطة) والتي تشمل اللاذقية المدينة، وجبلة والقرداحة ومدن الدالية وحرف المسيترة والجوبة والشير.
هو خبر قد يمر مرور الكرام في ظاهره، ولكنه في مضمونه ليس طبيعياً، اللهم إلا في الاستجابة السريعة لمؤسسة مياه الشرب في اللاذقية، التي عملت على الإصلاح، وتداركت المسألة بزمن قياسي، وأعادت التغذية بشكل كامل إلى جميع المخارج لتعود المياه بعد فترة قصيرة.
اما ما هو غير طبيعي فهو مسألة الوقاية الغائبة، فكلنا يذكر الجولة التي تمت لوزير الموارد المائية إلى نبع السن، والصور الملتقطة أمامه، فما الذي جرى يومها ولمَ لم يتم الانتباه إلى قِدَم آلات الضخ.. ولمَ لم يتم الانتباه إلى خط التغذية الكهربائية تبعاً لكونه الخط المعني بتشغيل آلات لضخ المياه لمئات الادآلاف من البشر في الأرياف ناهيك عن نحو مليون ونصف إلى المليون من السكان المحتاجين للمياه.
هي حالة شبه عامة على ما يبدو في بعض الوزارات التي تعاني تراجعاً في خدماتها، فالكهرباء على سبيل المثال (ما دام الحديث عن تراجع الكهرباء) ومنذ يومين لم يحظَ بها سكان المزة لأكثر من سبع دقائق خلال 18 ساعة، في حين تجدها في الملاعب والنوادي والمطاعم وبعض المحظوظين طوال 24 ساعة..!!
لماذا لأن فلان تم ربطه بخط مضخة المياه، وفلان (رُبط) وضعه بخط المشفى، أما الآخر فحبيبنا، والرابع قريبنا، وبالنتيجة تكون الكهرباء لديهم طوال اليوم، أو بأسوأ الحالات ثلاثة قطع بثلاثة وصل.. في الزبداني يوم أمس (الجمعة) على سبيل المثال وصلت الكهرباء ساعتين قطع بساعتين وصل الأمر الذي يغري بالسؤال عن أهمية الخطوط التي ذكرناها وبعض الأرياف كالزبداني مثلاً في ظل التساوي في الضرائب والالتزامات المقدمة من سكان كلا المكانين، ولم امتيازها عن دمشق..!!
هي مسائل مختلفة ومن المؤكد أن ما من أحد سيهتم بالإجابة، ولكنها بالنتيجة تعني ثقة المواطن بكم، وتعني احترام المواطن لمؤسساته كما تعني قناعة المواطن بالتعاون معكم، وبالالتزام بكم وبأعمالكم.. أي تصنيف المواطن لهذه الأعمال عامة للمصلحة العامة، أو خاصة مصلحة أشخاص.