كفاءة الأشخاص ودورهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية

الثورة _ غصون سليمان:
كثيراً ما يجرى الحديث عن مهارات التواصل الشخصية ودورها في مد جسور التعارف وتقريب وجهات النظر والرؤى بين تجمعات العمل والوسط الاجتماعي، حيث يبرز في هذا السياق قائمة من وصفات الذكاء التي يتمتع بها الأفراد الأذكياء اجتماعيا بمجموعة من الخصائص التي تساعدهم على التواصل بكفاءة مع الآخرين، ويأتي في مقدمة ذلك مهارات الاستماع، والحوار ، وإدارة السمعة، وقلّة الجدال. فغالباً ما ينصح البعض بضرورة الانتباه إلى المحيط، والاهتمام بتطوير ذكاء الفرد العاطفي، واحترم الثقافات المختلفة، وهذا كله يحتاج لآلية التدرّب على مهارات الاستماع .

تطوير المهارات
يشير الدكتور رمضان محمد اختصاصي في الطب النفسي في هذا الجانب أنه عند التطرّق للحديث عن موضوع الذكاء والقدرات العقلية، يتمّ في الغالب التركيز على نسبة الذكاء المعروفة اختصاراً بالـ IQ وهو الذكاء الذي يولد به الفرد في الغالب ويعود في جزء كبير منه إلى الجينات. غير أنّ هناك نوعاً آخر من الذكاء، ألا وهو الذكاء الاجتماعي أو الـ Social Intelligence والذي يُشار له بـ SI.فقد تمّ طرح نظرية الذكاء الاجتماعي للمرة الأولى على يد عالم النفس الأميركي إدوارد ثورندايك سنة 1920، وعرّف خلالها الذكاءَ الاجتماعي بأنه: «القدرة على فهم وإدارة الرجال والنساء كباراً وصغاراً للتصرف بحكمة في إطار العلاقات الإنسانية.» كما وضّح هذا العالم أن الذكاء الاجتماعي ليس فطرياً وإنما مكتسباً، فلا أحد يولد ذكياً اجتماعياً، بل إنّه يكتسب مجموعة من المهارات التي تسهم في تعزيز ذكائه الاجتماعي وتنميته. وأضاف يستطيع الأشخاص الذين يتمتّعون بالذكاء الاجتماعي أن يحسّوا بمشاعر الآخرين، ولديهم قدرة حدسية تمكّنهم من التحدّث بعفوية وسلاسة في مختلف المواقف الاجتماعية. قد تعتقد أنّ مثل هؤلاء الأشخاص يمتلكون مهارات اجتماعية متقدّمة إلاّ أنهم في الواقع أذكياء اجتماعيًا.
دقة الانتباه
وإذا ما سألنا عن علامات الذكاء الاجتماعي، يشير الدكتور محمد إلى أن الأفراد الأذكياء اجتماعياً يتمتعون بمجموعة من الصفات والخصائص التي تساعدهم على التواصل بكفاءة مع الآخرين، ولعل أهمّ سمة هي مهارات الاستماع، إذ لا يكتفي الشخص الذكي اجتماعياً بالاستماع من أجلّ الردّ وحسب، بل إنه يستمع للآخرين ويوليهم كامل انتباهه، فيمضي هؤلاء المتحدّثون بعد أن يشعروا بأنّ هذا الشخص قد فهمهم حقاً، ونشأ بينه وبينهم رابط خفي من المحبة والاحترام.
يأتي في الدرجة الثانية مهارات الحوار: وهذا ما نلحظه من خلال الاشخاص الذين يستحوذون على اهتمام الحاضرين في المكان، حيث يتمتّع هؤلاء الأشخاص على الأرجح بذكاء اجتماعي مرتفع، ومهارات حوار متقدمة. إنهم بارعون يحسنون انتقاء كلماتهم، ولديهم حسّ فكاهة مناسب، كما أنهم يتذكّرون التفاصيل الصغيرة عن الآخرين، ما يجعل المحادثات معهم ذات معنى وقيمة.أما مصطلح إدارة السمعة فإنه يأخذ الأشخاص الأذكياء اجتماعياً بعين الاعتبار لناحية الانطباعات التي يشكّلونها عن الآخرين من حولهم، وهي إحدى أعقد سمات الذكاء الاجتماعي، فلا بدّ للفرد أن يخلق انطباعاً مدروساً عن الطرف الآخر الذي يقف أمامه مع الحرص على كونه أقرب ما يكون للواقع.
وجهة نظر وفيما يخص موضوع قلّة الجدال ينصح اختصاصي الطب النفسي بالقول: إن رأيت شخصاً يقاطع ويُخالف ويعارض الآخرين في كلّ جلسة، فهو على الأرجح يفتقر إلى الذكاء الاجتماعي. فالذكي اجتماعياً يدرك تماماًَ أنّ الجدال وإثبات وجهة نظر ليس من خلال جعل الآخر يشعر بالسوء، فهو أمر ليس بصحيح. بدلاً من ذلك، نجد أنّه يستمع للآخرين بعقل متفتّح حتى لو لم يكن رأيه متوافقاً مع آرائهم.
تنمية الذكاء
وعن كيفية تطوّر ذكاء المرء اجتماعياً: أوضح أنه في الوقت الذي يستطيع فيه البعض تنمية ذكائهم الاجتماعي دون بذل أيّ جهد، نجد أنّ البعض الآخر بحاجة للتدريب والتمرين حتى يتمكّن من اكتساب هذه المهارة وتنميتها. ولفت أن الأشخاص الأذكياء اجتماعياً يتمتعون بدقة الملاحظة، ويهتمّون بالتفاصيل الدقيقة والخفية في الأشخاص من حولهم. ما يتطلب من الشخص مراقبة محيطه جيداً وتطوّر مهارة تذكّر التفاصيل الصغيرة والدقيقة حول الآخرين.وأكد على أهمية الذكاء العاطفي على وجه الخصوص بالتعامل مع مشاعر الإنسان الخاصة وإدارتها بكفاءة، فكلّما أصبح المرء أكثر قدرة على فهم مشاعره الذاتية ازدادت قدرته على فهم مشاعر الآخرين أيضاً. حيث يستطيع الأشخاص الأذكياء عاطفياً التحكّم في المشاعر السلبية كالغضب والإحباط حينما يكونون في مواقف اجتماعية، مّا يجعلهم أكثر ذكاءً من الناحية الاجتماعية أيضاً.
ودعا الدكتور محمد إلى وجوب السعي لفهم الاختلافات الثقافية بين الشعوب والبلدان حتى تكتسب وعياً أفضل حولها. على الرغم من أن الأغلبية يكتسبون مهاراتهم الاجتماعية من عائلاتهم أو أصدقائهم، غير أنّ الأذكياء اجتماعياً يدركون أنّ الآخرين قد يمتلكون آراءً وعادات مغايرة اعتماداً على خلفياتهم الثقافية والبيئة التي تربوا فيها.

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم