الثورة- رويدة سليمان:
لاشيء أمتع للطفل من أن يمارس اللعب مع أترابه أووحيداً مع لعبه، ويشغل اللعب، ولاسيما في فترة العطلة الصيفية كل وقت الطفل الذي لايكون فيه نائماً أومشغولاً بالأعمال الروتينية كالأكل وربما يستغني عن لمة العائلة على مائدة بسندويشة لانغماسه باللعب في البيت أوخارجه مع أولاد الجيران والأصدقاء.تشعر إحدى الأمهات بالسعادة وهي تراقب صغيرها من شرفة منزلها، حيث يلعب مع أقرانه في الحارة أو مدخل البناية، بفرح يتراكضون ويصرخون وتسمعهم يتباهون بأسحلتهم الخشبية وأدواتهم الحربية المصنوعة من قطع البلاستيك أو الكرتون، وكلما تناديه للبيت يطلب فرصة وقتية أخرى إضافية للعب. تخالفنا أم أحمد الرأي في لعب الأطفال أنه ليس مضيعة للوقت قائلة: اليوم في ظل سطوة الانترنت وامتلاك الأطفال لمهارة اللعب على الشاشة الزرقاء ولاسيما ألعاب العنف(سرقة سيارات، وقتال شوارع) والتدافع على مقاهي الانترنت وحجز المقاعد لساعات طويلة، أظن أن هذا مضيعة للوقت، ويسبب نزعة عدوانية.تضيف أم جعفر: فوضى عارمة يخلقها أطفالي الذكور، وهم يلعبون داخل المنزل، وغالباً مايقع التخريب والإتلاف لبعض مقتنياته من تشويه وكسر وتخريب..هم يعبثون بكل شيء.
نظريات في اللعب
هناك عدة نظريات في اللعب أبرزها الطاقة الزائدة التي تعتبر أن مهمة اللعب هي التخلص من الطاقة الزائدة والنظرية الإعدادية التي تعتبر أن اللعب هو تمرين للعضوية على المهمات المقبلة ليسيطر عليها الإنسان، ويستخدمها استخداماً حراً بعد ذلك.وهناك النظرية التلخيصية التي ترى أن اللعب هو تلخيص لضروب النشاطات المختلفة التي مر بها الجنس البشري عبر القرون والأجيال، وتتطور وفقها كالقفز والركض والمشي، أما أنصار التحليل النفسي الفرويدي فيرون أن اللعب تعبير رمزي عن رغبات دفينة محبطة، أما مؤيدو نظرية الاستجمام فيرون أن الإنسان يلعب كي يريح عضلاته وأعصابه المتعبة والمرهقة. يؤكد مربون وعلماء النفس أنه من الصعب أن يعرف اللعب تعريفاً دقيقاً، ولكن غالباً ماينظر إلى اللعب على أنه نشاط يقوم به الإنسان من أجل المتعة المرتبطة به دون اعتبار ماقد يترتب عليه من نتائج، وحرمان الطفل من اللعب هو حرمان له من حاجاته الأساسية للنمو، وهنا تلعب البيئة الطبيعية وتوجيه الآباء أدواراً حاسمة في تطور الطفل من خلال النمو لذا لاينظر للعب على أنه مضيعة للوقت باستثناء ألعاب حديثة (ألعاب العنف)على شاشة الكمبيوتر، وعادة مايلجأ إليها الأطفال لغياب الدور التوعوي والتربوي للآباء، حيث يحاول كثير من المراهقين تفريغ العنف الداخلي لديهم الناتج عن حالات الإحباط التي يعيشونها في الواقع وتحقيق ذاته في ألعاب العنف من خلال التفوق والانتصار الوهمي والقوة.
طرح بدائل آمنة ومفيدة
يؤكد مختصون في الهيئة السورية لشؤون الأسرة أن للعب فوائد علاجية إرشادية وعلاجية ..جسدية وتربوية واجتماعية وخلقية وإبداعية شريطة ألايكون مؤذياً للطفل أو لغيره (من الجدير ذكره أن الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابات على الطرق وربما يفسرذلك احتمال لعبهم في الطريق والجري وراء الكرة) وألايمتص اللعب جل وقته، فعلى الأهل أن يأمنوا لهم المتعة والترويح والتعلم والاستكشاف والنمو والتدريب وذلك باللعب وبإمكانهم تخصيص مايسمى حجرة اللعب أو زاوية خاصة في منازلهم (زاوية اللعب) وتقع مسؤولية العناية والاهتمام بها وترتيبها على الأطفال بشرط عدم التدخل المباشر بطريقة وأسلوب لعبهم إذ غالباً ماتظهر الخلافات بين الأطفال إذا تدخل شخص ثالث ما بينهما.
من الضروري طرح بدائل وألعاب تشغل وقت الأطفال ضمن بيئة آمنة وأهمية إنشاء نواد تستقبل الجميع مجاناً لممارسة النشاطات المختلفة وتوفير مرافق ترفيهية (ملعب كرة قدم محلي)وهنا من المفيد والآمن استثمار باحات المدارس صيفاً للعب وليس مضيعة للوقت.