حمص – سهيلة إسماعيل:
انطلق من جديد المهرجان الشعري في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب، بعد توقف استمر أربعة عشر عاماً، والعودة- كما قال رئيس مجلس إدارة الرابطة- تعبر عن إرادة الحياة لمدينة أتعبتها أعوام الحرب. فأرادت العبور إلى مستقبل فيه مكان للشعر، لأن الشعر يقلل من عناء اليومي المعاش، ويترك في الروح فسحة أمل للعودة إلى مضمار الحياة الكريمة للتأسيس لشيء أجمل ورؤى مشتهاة.
بدأ المهرجان يومه الأول في السابعة مساء مع مجموعة من الشعراء في حديقة الرابطة فباحوا بما لديهم من شعر. وتنوعت القصائد الملقاة بين الوجداني والعاطفي والإنساني. وسيستضيف المهرجان شعراء من خارج سورية، كما ستتنوع الفئة العمرية للمشاركين بين شعراء لهم باع طويل في مجال الشعر وشعراء شباب.
كانت البداية مع نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب الشاعر توفيق أحمد حيث ألقى قصيدة طويلة بعنوان ” حمص” هي تُقرأ لأول مرة على منبر:
لحمصَ العدية ألقى الزمان قناديله
وأغارَ على الظلمة الفاحمة
لحمصَ معاجم تختصر المفردات
على زند تدمر وشم يعود إلى زمن
غابر ويقود إلى راية قادمة
يرش نبيذاً وقمحاً على صدر روما
ويفتح نافذةً للحوار.
وألقى الشاعر ممدوح لايقة قصيدة بعنوان ” على باب الأميرة ” قال فيها:
في حمصَ ما فيها من الشجنِ
فاطلق سراح طيور صوتك
في سماوات القصيدة
قد تليق بقدها الميَّاس إنْ
حلقت في أفقٍ تليدٍ خارج الزمنِ
ثم ألقى الشاعر محمد حمدان نصاً شعرياً بعنوان :” منْ يدقُّ الباب؟” :
يتحدث فيه عن أم الشهيد وعظمة الشهادة.
وألقت الشاعرة القادمة من مدينة طرطوس ليندا ابراهيم أكثر من نص بصوتها الرخيم:
لا الشمس تدرك أحلامي ولا المطرُ
يا بائع الوقتِ ولّى العمر ما انتظروا
أجّرتُ عندك أكفاني
فهل رجل يبتاع مني قميصاً قُدَّ من شغفٍ
حتى إذا عريت مني ذؤابته لدى الخريف
لبستُ الغيم أغنيةً شبابةً فوق باب القميصِ تنهمرُ.
كما ألقى الشاعر صالح نص بعنوان ” وصية”
وكان مسك الختام مع الشاعر بيان الصفدي حيث ألقى نصاً بعنوان:” لعبة حرب”…
في يومٍ من أيام طفولتنا المعجونة بالطين وتوت الشام
اخترنا لعبة حرب دوري فيها الحارس في القلعة
أحمل قوساً ورغيفا من خبزٍ حافٍ وقليلاً من ماء
أترابي يقتتلون فريقين ولكني لا أبرح
كان الوقت يمرّ وحلَّ الليل ببطءٍ
أصوات رفاقي تتخافت حتى غابت
وأنا في القلعة جفَّ الطين وتوت الشام
وألقى قصيدة أخرى بعنوان :” غياب”
وسيتضمن برنامج اليوم الثاني من المهرجان مشاركة الشاعرين كميل حمادة وحسن مقداد من لبنان الشقيق، والشعراء عباس حيروقة، غدير اسماعيل، ابراهيم منصور، قمر صبري الجاسم وأسامة حمود.
السابق