الثورة – أنا عزيز الخضر:
مسرحنا الجاد يأخذ بيدنا إلى تجارب إنسانية عميقة، فيضعنا وجهاً لوجه مع أقسى الحالات المحتمل معايشتها، دون أي رأفة بمشاعرنا ويعترف لنا بكل جرأة، أن الواقع هو أكثر قسوة، تحديداً عندما يأخذ المسرح من الحياة، هذا
ما جسده عرض” حكاية روح” مونودراما من تأليف وإخراج” كاميليا بطرس” ورغم صعوبة التجربة، إلا أنها تركت مساحة واسعة أمام الوعي الإنساني، كي ينتشل أرواحنا من انكساراتها…. حول العرض وعالمه ومقترحاته تحدثت المؤلفة والمخرجة كاميليا بطرس قائلة:
حكاية روح تحكي قصة قاضية تنتمي لعائلة متواضعة، اسمها مها عندها صديقة عمرها منذ الطفولة منال، مها بطلة المسرحية تحب شاباً حتى الهيام، لكن أهلها عارضوا الارتباط، كون الشاب الذي يدعى صلاح أقل من مستواها العلمي، إضافة لأن الأهل غير مقتنعين به،
حاولت مها بكل الوسائل لكن الأهل مازالوا رافضين، وبعد أن حاولت عمتها إقناع أهلها وافقوا، فكانت فرحة مها كبيرة لا توصف، وفي الجانب الآخر صلاح يخون مها، ومع من، مع صديقة عمرها منال، لكن منال كانت أصيلة ومحترمة رفضت محاولات صلاح، وعندها حاول صلاح قتلها قبل أن تعرف مها بتلك المحاولات السيئة، وقام بتقديم بلاغ كيدي إلى المحكمة، واتهم والد مها، كي يبعد الشكوك عنه،
لكن الأمور تنكشف ونتيجة التحقيقات، ثبت أن المجرم هو صلاح، الذي طمع طبعاً بالمال، لأن منال وضعها المادي أفضل من مها، وهنا انهارت مها من الكذب من الغش من القهر من عذاب الروح.
حكاية روح حكاية أرواحنا جميعاً، من تداعيات اجتماعية وإنسانية وعاطفية، حكاية روح هي ارواحنا جميعاً في زمن بعيد عن الصدق و الحب و الود الحقيقي، لكن مها تماسكت وعادت بقوة إلى عملها في القصر العدلي، رغم كسر روحها من حبيب كاذب، ورغم خسارتها لأعز صديقة، وهي منال التي ضحت بروحها من أجل الود والصداقة بينها وبين مها..
لفت العمل إلى الانتباه لحالة الصدق لحالة التدقيق في مستوى الأشخاص الذين نبني معهم علاقاتنا مهما كان نوعها اجتماعية أو عاطفية أو شخصية، التأكد من كل شيء حولنا، وعدم التسرع بأي قرار في حياتنا قبل البحث المعرفي، القانون والعدل والحق يجب أن يكونوا في حياتنا قبل العاطفة، أما العقل و الوعي هو سر نجاح الإنسان.