ناصر منذر:
منذ تأسيسه قبل نحو 79 عاماً وحتى اليوم، وانطلاقا من القيم والمبادئ التي حملها رجالاته في وجدانهم وضمائرهم وناضلوا لأجلها سنوات طويلة أثبت الجيش العربي السوري التزامه المطلق بواجبه في الدفاع عن حياض الوطن، فقدم التضحيات الجسام في سبيل عزة هذا الوطن، واستقلاله وسيادته، وأثبت أيضا التزامه بقضايا الأمة العربية العادلة وإصراره على الدفاع عن كرامتها وعزتها وتصديه لجميع المؤامرات الاستعمارية التي استهدفت وجودها وكيانها .
79 عاما على تأسيس الجيش العربي السوري كانت كافية لتحويله إلى جيش قوي يحسب له ألف حساب.. يقوض مخططات قوى الغرب الاستعماري الرامية إلى تفكيك المنطقة وإخضاعها لمصالحها وهيمنتها، ما دفع محور دعم الإرهاب إلى استهداف السوريين وجيشهم البطل عبر هجمة شرسة تجسدت بجمع الإرهابيين والمرتزقة من شتى أصقاع الأرض ودفعهم إلى سورية، مستخدمين في ذلك أقذر الوسائل التحريضية والمالية والاستخباراتية والتغطية الدبلوماسية والإعلامية لجرائمهم.
في عيد الجيش يقف الشعب السوري اليوم، وكل يوم، إجلالا لمن كانوا الأنبل في النبل، والأكرم في العطاء، لأولئك الأبطال الميامين الذين ترجلوا مضحين بأرواحهم لتبقى رايات سورية عالية خفاقة، فأبطال جيشنا الأبي الذين نشأوا على ثقافة المقاومة، وتعلموا أبجدية الشموخ والإباء، وتقاليد العزة والكبرياء جديرون بأن يرثوا الثقافة الوطنية من آبائهم وأجدادهم الذين قاوموا الاحتلال العثماني والاستعمار الفرنسي، فصنعوا الاستقلال ولم يستجدوه، وفرضوا الكرامة الخالصة ولم يقبلوها منقوصة بعهود الذل والتبعية، وهم اليوم يواجهون حربا إرهابية ينفذها المرتزقة ومحترفو القتل والوحشية، تحت قيادة وإمرة أميركا والكيان الصهيوني.
الجيش العربي السوري يصون اليوم سيادة سورية واستقلالها، ويقدم في سبيل ذلك قوافل الشهداء وكبرى التضحيات، غير عابئ بحجم التحديات وشراسة العدوان، لأنه تربى على قيم البطولة والتضحية، وإن عظمة جيشنا ومهامه الجسام التي يحملها ويعمل على تنفيذها بما يمليه واجبه الوطني والقومي تأتي من عقيدته الراسخة وإيمانه الكبير بضرورة الحفاظ على كل حبة من تراب الوطن, وتأتي أيضا من صلابة رجاله لأنهم أبناء هذه الأرض, بتاريخها وعراقتها وحضارتها, وتربوا على حب الوطن, والتضحية في سبيل عزته وكرامته, ونحن اليوم كلنا ثقة بأن جيشنا البطل سيبقى الدرع الحصين في مواجهة المتآمرين والتصدي لهم مهما غلت التضحيات, فكل التحية لجيشنا الباسل, والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
بهذه المناسبة، التقت صحيفة الثورة مع عدد من ضباط الإدارة السياسية، وزارت بانوراما تشرين، وصرح الجندي المحهول، ورابطة المحاربين القدماء، وكانت اللقاءات التالية:
السابق
التالي