الأديب حنا عبود مكرماً في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص

الثورة – حمص- سهيلة إسماعيل:

اغرورقت عينا الناقد والأديب حنا عبود- صاحب الـ 96 كتاباً بين تأليف وترجمة- بالدموع حين اعتلى المنبر ليتم تكريمه من قبل مجلس إدارة رابطة الخريجين الجامعيين في حمص ضمن سلسلة “كتب وأقلام من حمص” بالتعاون مع الجمعية التاريخية, وبحضور عدد من أصدقاء عبود ومريديه ومتابعي الأنشطة الثقافية.

ووجه عبود عتب الإنسان المحب لأصحاب الشهادات التي قيلت عنه, لأنهم لم يذكروا فضل مدينة حمص عليه وهو القادم من إحدى قرى وادي النضارة ” القلاطية”، فحمص كما قال عبود مدينة محبة, وفيها نسيج اجتماعي منسجم, ويتمتع أهلها بطيب المعشر ودماثة الأخلاق، فهو عاش فيها سبعين عاماً من دون أن يسمع كلمة نابية من أحد, وقد ساهمت هذه الأمور في مساعدته على تحمل مشاق الحياة وصعوباتها.
تُليت خلال حفل التكريم ثلاث شهادات لأدباء من حمص عايشوا عبود فأعطت شهاداتهم قيمة مضافة لإنسان أغنى المكتبة العربية بكتب ومؤلفات قيِّمة تستحق التوقف عندها مطولاً.

فكانت الشهادة الأولى للشاعر الدكتور حسان الجودي, قرأها الشاعر محمود نقشو, وقد عنونها الجودي بـ” حنّا عبود بيت الكون الأمين”, واعتبرها شكلاً من أشكال الحوار مع عبود الأب الروحي والمعلم الأدبي لعائلة كبيرة من المبدعين في سورية، فقد بلغت مؤلفات عبود في مجال النقد الأدبي ستة وثلاثين مؤلفاً, وبلغ عدد ترجماته ثمانية وخمسين كتاباً, وبعدد كتبه هناك مبدعون يدينون له بالفضل, وللفضل وجهان؛ الأول هو التأثير الثقافي للجلسات في منزل عبود بحي الحميدية في حمص, والثاني هو الاقتراحات التحريرية وتعديلات متعلقة بنصوص إبداعية تُعرض عليه.. وكمثال على الوجه الأول قصيدة الشاعر عبد النبي التلاوي “النزف في طاحونة المدينة” فقد أبصرت النور بعد لقاء الشاعر مع عبود مراتٍ كثيرة.
وأضاف الجودي: إن اللقاءات مع عبود شكلت لديه عوالم مدنية حقيقية تدعى حمص فكتب في تلك الفترة قصيدة “حمص السادسة مساء”, ولم يكن عبود يبخل في مناقشة مريديه بمواضيع تشغل بالهم، كالميثيولوجيا العالمية وغيرها من المواضيع الأخرى. وقد ذهب الشاعر الجودي إلى القول إنه خرج من معطف حنا عبود ومن عديد كتبه: “النحل البري والعسل المر, القصيدة والجسد, فصول في علم الاقتصاد الأدبي, موسوعة الأساطير- الأسلوب اليوناني– الأسلوب الروماني”.
وختم الجودي شهادته.. إن منجز عبود الأدبي والنقدي سيبقى منارة للأجيال القادمة لأنه ناقد موسوعي مهتم بالعلم والميثيولوجيا والفلسفة والأدب, وهو علامة فارقة سعيدة في حياتنا بلا شك.
وكانت الشهادة الثانية للكاتب الدكتور حسن حميد قرأتها نيابة عنه د. رشا العلي واعتبر أن الحديث عن قامة بحجم حنا عبود مغامرة. لأنه كالمدن التي مهما آخيناها ومهما أمضينا فيها من أوقات فإننا لا نستطيع القول بثقة إننا نعرفها، فكيف له أن يتحدث عن حنا عبود الذي أحاط نفسه بسور علمي وثقافي ومعرفي, هيبته راعبة وقوته مخيفة وصورته أخّاذة, وهو سور الكتب والأفكار والشروح والتأول والأسئلة الروافد. فعبود ومنذ أن وعى أن الحياة نوسان أدبي ما بين عالمين اثنين، أولهما عالم اللاهوت وثانيهما عالم اللاسوت.

واعتبر حميد أن معرفته بشخص حنا عبود هي إكرام بسخاء من الله, بعد أن عرفه في كتبه, وأكرمه أكثر حين أصبح من جلسائه، مضيفاً أن بهرة شارقة تصيب من يقرأ كتب حنا عبود المكفون بأسرار الحكاية وتقليب وجوهها لتصبح أحلام أبولو وأفروديت وأودوسيوس أحلامنا؛ أي كي تطوى المسافة البعيدة جداً طياً ما بين الإله والإنسان.
وأضاف: إنّ عبود علمه أن الكتابة الجميلة هي السطور التي يقودها الذكاء بحذق إلى الخاتمة وأنَّ آفة الكتابة هي الارتجال والقول المبهم, وهي غياب الدهشة. وأنه قال له: “طريق تحقيق الأحلام هي طريق كلها تراجيديا وضفافها كلها هي الحرائق”، وأن النص قِلادة من حلقات كل حلقة منها مساوية للحلقة التي تتقدمها أو تتأخر عنها, وأن غنى الكتابة راسخ في ثلاث هي: عافية المنطق وقوة الإقناع ولذة المتعة، وقد غمره عبود بمحبته حين قرأ روايته “جسر بنات يعقوب” وقد قال له على طريقة أهل حمص الذين يبدؤون بالنهايات ليعرفوا المقدمات: “نعم يا أفندي قل لي كيف كتبتَ هذه الرواية؟”.
وختم د.حميد شهادته بأن أدب عبود سيبقى أجيالاً وأجيال لأنه عمود ضوء وبهرة جمالية نادرة و كاتب برتبة العارف.
أما الشهادة الثالثة فجاءت من الأستاذ عطية مسوح فقال: إن حنا عبود افتتح حقولاً جديدة في أدبنا العربي وأغنى الحقول التي اشتغل فيها بابتكارات حقيقية، فهو لا يقيد نفسه بمنهج بحثي واحد، وهو يؤثر الواقعية ويحرص على الموضوعية في أبحاثه لذلك يميل إلى ربط الظاهرة المدروسة من قبله بشروطها الواقعية وبمدى حاجة الناس إليها.

وفي كتبه المتعلقة بتاريخ الأدب نجد أنه لا يسرد تاريخ الظاهرة الأدبية كما فعل الباحثون ولا يعرضها كما كان يعرضها كتاب تاريخ الأدب, إنه يعيد بناء ذلك وبكل ما تعنيه إعادة البناء من تجاوز ما فعله كاتبو تاريخ الظاهرة، والمثال على ذلك كتاب “تاريخ الرواية” الصادر عام 2000 عن اتحاد الكتاب العرب.
وأضاف مسوح أن آراء عبود في نظرية الأدب تدخل في صلب أبحاثه التاريخية، كما تجسد ذلك في تاريخ البلاغة وتطورها عبر كتاب فريد من نوعه في الأدب العربي هو “البلاغة من الابتهال إلى العولمة” ويعيد فيه تاريخ بناء البلاغة من زاوية تختلف عن السابقين، فيتناول روح البلاغة وصلتها بالواقع ومقتضياته.

آخر الأخبار
تفجير الدويلعة يوحّد السوريين: دم واحد في وجه الإرهاب دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص