ديب علي حسن
استعاد النشاط الثقافي السوري زخمه القوي بعد أن شهد ركودًا لبعض الوقت بسبب الظروف القاهرة التي مرت بها بلادنا نتيجة العدوان الإرهابي الغاشم.
ومع كل جبروت العدوان وطغيانه لم تنعدم هذه النشاطات خفت قليلاً نعم ولكنها ظلت قائمة.
وعلينا هنا أن نسجل أن أي مطبوعة من الهيئة العامة للكتاب لم تتوقف وكذلك اتحاد العرب.
بل يجب القول أن الهيئة العامة للكتاب كانت سباقة في إصدار الكتب الورقية..
واتحاد الكتاب العرب استطاع أن يجترح خططًا طموحة وينفذها في الذهاب إلى المتلقي وهذا ما فعله المكتب التنفيذي برئاسة الدكتور محمد الحوراني إذ استطاعوا أن يبنوا جسور التفاعل والتواصل الخلاق مع الشباب حتى في أقاصي القرى النائية وهذا عمل يحسب للاتحاد ومكتبه التنفيذي .
يضاف إلى ذلك الندوات واللقاءات المهمة التي تعقد في مبنى الاتحاد وتستضيف كتابًا ومفكرين عربًا لهم حضورهم الفعلي على الساحة الثقافية .
يقابل هذا المشهد خطوط أخرى في المراكز الثقافية والملتقيات التي تعقد إذ تشهد كما أسلفنا زخمًا كبيرًا.
ولكن هل يبدو هذا المشهد إيجابيا تماما ..ماذا عن كثرة النشاطات وهل العبرة بالكم ..؟
مهما يكن رأينا قاسيًا وحادًا لكن يجب أن نوجه التحية لمن يعمل في هذا المنحى ومع ذلك لا يمنع أن نسجل بعض الملاحظات التالية ..
معظم النشاطات تبدو شللية يتم فيها تبادل الأدوار..اليوم تعقد ندوة عن عمل لك وبعدها عن عمل لي ..اليوم تسضيفني وبعدها استضيفك .
الإضاءة على ما هو مكرس و مضاء عليه إذ تتكرر الندوات عن فكرة ما في أكثر من مركز ثقافي.
يغلب على هذا النشاطات طابع المحاباة والمديح الذي يجعل الكاتب شبه الأمي يعتقد أنه طه حسين.
لسنا ضد تقديم الثناء لمن يكتب ويبدع ولكن على الأقل بروية وتعقل.
وفي تغطية هذه النشاطات إعلاميًا الخبر أو التقرير معد سلفًا وجاهز ويا للأسف بعض من يغطون هذه الفعاليات لا يحضرون ويصلهم الملخص جاهزًا.
غياب النقد الثقافي الإعلامي لهذه الندوات والاكتفاء بسرد ما يقدم للإعلامي وهذا ما يجعل التغطية مجرد ملء فراغ.
فليست مهمة الإعلامي أن يكون آلة ناسخة فلا بد له أن يكون ملماً بشيء مما يتابعه ويمتلك الرؤية النقدية له.
