تتكشف كل يوم عدوانية الكيان الصهيوني ووحشيته وعنصريته تجاه الآخرين، وهذه العدوانية لا تتوقف على الشعب العربي وحده ولكنها تستهدف كل أبناء المنطقة برمتها، وذلك لأن هذا الكيان لا يربطه بمنطقتنا اي رابط لا تاريخيا ولا جغرافيا ولا بشريا، لأنه تم تصنيعه منتصف القرن الماضي من قبل دول الاستعمار الغربي خدمة لسياساته ومصالحه في المنطقة والعالم، وهذا ما يفسر قول السياسيين الاميركيين والغربيين دائما: (لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان لزاما علينا إيجادها)، ومن هؤلاء القائلين هو الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اظهر صهيونية وعنصرية تجاه الفلسطينيين أكثر من الصهاينة أنفسهم.
وتتجلى هذه الصهيونية لدى بايدن كل يوم من خلال تماهيه المطلق مع سياسة مجرم الحرب الصهيوني نتنياهو الذي يشن حرب إبادة جماعية منذ أكثر من 11 شهراً على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، الأمر الذي دفع بالارهابي نتنياهو بتوسيع رقعة ارهابه وحربه خارج حدود فلسطين، مرة باتجاه لبنان ومرة باتجاه سورية ومرة باتجاه اليمن، وأخرى باتجاه إيران، وهذا كله بسبب مأزقه السياسي والفشل الذريع الذي جناه من مجازره بحق اطفال غزة والضفة الغربية، مما زاد في عدوانيته ووحشيته تجاه كل الدول المحيطة بفلسطين المحتلة، وما العدوان الاسرائيلي أمس الأحد على منطقة مصياف بريف حماة الذي راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين العزل والدمار الكبير بالبنى التحتية، الا دليل آخر على السعار المستحكم برأس نتنياهو وشركائه بالحرب الوحشية على قطاع غزة ونيتهم المبيتة لاشعال المنطقة برمتها.
وبالرغم من خطورة الوضع في منطقتنا نتيجة للسياسات العدوانية الصهيونية المستمرة، مازال الغرب والولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص يدعمون هذا الكيان بالأسلحة ووسائل القتل والتدمير، ويقفون سياسيا حجر عثرة أمام المجتمع الدولي ممثلا بالجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل الهيئات المنبثقة عن المنظمة الأممية، كي لا يأخذ دوره في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني تجاه الكيان الصهيوني الذي ارتكب آلاف المجازر في قطاع غزة المنكوب، ووضع هذا المجتمع بموقف المتفرج والعاجز عن وقف الحرب المجنونة ضد أطفال فلسطين ونسائها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. متى يتحرر المجتمع الدولي من سطوة حماة الجلاد ضد الضحية الفلسطيني، ومتى يتسنى له إنصاف الآخير بتنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بالقضية الفلسطينية؟