الثورة – رنا بدري سلوم:
هذه المرة “حلموا بأن الثقافة أولاً”، بخطواتهم الواثقة التي اعتدنا عليها غدا حلمهم يقيناً، لذا اختاروه عنواناً لأسبوع ثقافيّ ثامن اعتاد قائمو المركز الثقافي في أشرفيّة صحنايا إحياءه في فصل الخريف من كل عام.
بدءاً من شعار “الثقافة تبدأ بالولادة لأنها خبز الروح وطهارة العقل”، مروراً بعنوان “الأشرفية موطن سلام وميدان ثقافة”، وصولاً إلى “أيلول الأشرفية تصيغه ذهباً”، “ونمضي على يقين”، بقيت عجلة الثقافة تدور رغم العوائق والصعوبات ورغم كمّ جائحة كورونا أصواتهم وفعالياتهم الثقافية لسنوات، عادوا اليوم في أسبوع ثقافي ثامن كان حافلاً بمفردات الفن الجميل.
فبدأ يومه الأول بأمسية زجليّة أحياها الشاعران غياث بدران، وعلاء ورور، واليوم الثاني كان حفلاً غنائياً موسيقياً أحياه كورال “لارمونيا” بقيادة الشاب جمال أبو فخر، بينما خصص اليوم الثالث لعرض فيلم الطريق” تحيّة لروح السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد”.
أما اليوم الرابع والأخير الذي كان مسك نهاية الأسبوع الثامن، هو حفل غنائي موسيقي منوّع بقيادة الموسيقي “رامي إبراهيم”، حضر فيه كل من شارك في الأسبوع الثامن من فناني وشعراء زجل وموسيقين وهو ما خلق أجواء احتفاليّة خاصة، فقد أشعلت فرقة “رامي وأصدقاؤه” أجواءها الرومانسيّة عالية الأثر ذات الطابع الغربي بآلاته الموسيقيّة، فعزفت المقطوعات الموسيقيّة باحترافية بالغة وهو ما بدا على وجوه الحضور من تفاعل وتعاطف وانسجام مع كل نوتة منها.
وفي تصريحه لصحيفة “الثورة” بين عازف البيانو الموسيقي هيثم العفلق أن الفرقة بدأت الحفلة بحلم واقعي عدا عن الموسيقا حاول أن يهتم بتفاصيل الديكور في تقديمه وهو ما اختاروه في جلسة صالون حولهم وكأنهم يقومون ببروفات ليضعوا الحضور بمكان خاص وحميميّ، بينما بين المغني” فريد واكيم” أن فرقة “رامي والأصدقاء” ستكون مرجعاً للفرق القادمة لما تمتلكه من شغف الموسيقا وعطائهم اللا محدود رغم كل الظروف القاهرة ينشدون الحياة، وعن مشاركته يقول واكيد:” قدمت الأغاني المفضلة منها ” إذا هجرت فمن لي، يا غالي، راجع ورق الخريف، يا رايح، وعبد القادر”.
من جهتها بيّنت رئيس المركز الثقافي في أشرفية صحنايا لما سلامة في كلمتها أن الفنانين كانوا يوماً أطفالا موهوبين ضمتهم خشبة المركز وهم اليوم أكاديميون متخصصون بالموسيقا بقيوا أوفياء لانطلاقتهم، ونحن نفخر ونكبر بهم ومعهم.
وفي تصريحها لصحيفة الثورة أشارت سلامة إلى أن الانقطاع لسنوات كان لأسباب خارجة عن إرادتنا أسباب لامست الكون بأكمله (الكورونا) وما أتى بعدها من معوقات وظروف اقتصادية، قائلة: نحن جزء من هذا الوطن ومؤسسة من مؤسساته التي تتأثر بهذه الظروف التي أوقفتنا من عام ٢٠٢٠، ونود أن نخبر من يسأل عن غيابنا “إننا لم نغب” بل كنا نعمل وما زلنا، إلى جانب عملنا الثقافي نعمل بمشروع وزارة الثقافة المشترك مع منظمة اليونيسف “التعليم المتكامل ومهارات الحياة من خلال فريق نغم وقلم” وقد تم اختيار النافذة الثقافيّة في أشرفيّة صحنايا لتكون المركز الوحيد في ريف دمشق لتنفيذه ومازال المشروع مستمراً منذ عام ٢٠٢٠ إلى يومنا هذا، وهذا الاختيار جاء نتيجة لأهميّة هذه النافذة وأهميّة ما تقدمه، وهذا المشروع ربما شغلنا لكن لم يغيّبنا، وإن انشغلنا قليلاً لكننا عندما نحضر نحضر بقوة.
خاتمة بالقول: أود أن أشكر أصدقاء المركز الثقافي ومجلس البلدة والناشطين في الشأن الثقافي الذين اختاروا ألف باء الأسابيع الثقافية منذ انطلاقها عام ٢٠١٣.