الملحق الثقافي- ليلى مصطفى:
حين تغدو
الحياةُ
كذبةً
مثلَ اللاّشيء
تخيطُ قلبكَ
القديمَ وتَبكيهِ
تودُّ احتضانَهُ من
اللّحظاتِ الشّائكةِ
وهَمِّ الدّمعِ
حين يصيرُ
الوجعُ هائلاً
ك خشونةِ أكفِّ
أعمارِنا الرّاجفةِ
كما الحرائق الشّاسعة
يستوطِنُكَ ولا يغادرُ
حين تهزمُكَ المدنُ
وأشواقُها السمراءُ
يصيرُ للبكاء جسدٌ
بطعمِ الملحِ
المارقِ على
الضُّلوعِ المكسورةِ
حين تذوبُ فيكَ ذاتُكَ
تدورُ … تدورُ
ك درويشٍ يرتوي
من فداحةِ الأبيضِ
حتى الوداعةِ المربكةِ
مشغول برجفةِ الخمرةِ
ونداءِ التّلاشي
يساهرُ دمعةَ الكأسِ الأخيرِ
على مزاجِ الفراغِ
وهي تلتَفُّ حولَ الدّماغِ
مذ أولى العتباتِ
حتى آخرِ الرّوحِ
حين يصيرُ
العطرُ مطراً
مكسورَ الرّنينِ
أتفقّدُ أصابعي
العالقةَ على صوتِكَ
كالشّتاءِ الأخيرِ
وأنتَ تفيضُ
في عينيّ
أَمضي إليّ
أحملُ قلبي
ألتصقُ بعزلتهِ السّحيقةِ
ك وطنٍ منتهي الصّلاحيّة.
التاريخ 17 – 9 – 2024
العدد 1205