أثار القرار الذي أعلنه الاتحاد العربي السوري لكرة القدم، على صفحته الرسمية على الفيسبوك، الكثير من التعجب والاستغراب، بما يحمله من تعليمات مخالفة للمنطق والعمل الصحفي، إذ جاء في التعميم بتخصيص الوسائل الإعلامية الرسمية في كل محافظة بإعلامي ومصور واحد فقط للحصول على البطاقة المجانية التي تخول حاملها بالتغطية الميدانية لدورينا المحترفين؟!
لم يسبق لنا أن سمعنا لا محلياً ولا عربياً ولا دولياً بمثل هكذا قرار غير مدروس ومثير للضحك، وللأسف هناك من يدافع عن الخطأ بصياغة القرار بأن هذا ما يحدث في الملاعب العالمية.. وحان لنا أن نحذو حذوهم؟!
هل معنى هذا القرار مثلاً أن صحيفة ماركا الإسبانية التي تصدر في مدريد، شأنها شأن باقي الصحف التي تصدر من العاصمة الإسبانية، عليها أن تختار صحفياً واحداً من عندها، ومن ثم قد يسمح له بتغطية كل المباريات التي تقام في مدريد ، أي لأندية ريال مدريد و أتلتيكو مدريد ورايو فاليكانو وخيتافي وغيرها، أو أن تكون التغطية لوسيلة إعلامية أخرى لها الحق بتمثيل العاصمة؟! هل هذا ما يطبق عالمياً كما يُدّعى؟
وإذا نقلنا التنفيذ بحسب القرار الصادر، إلى العاصمة دمشق مثلاً، أو أي محافظة فيها أكثر من نادٍ يشارك في دوري المحترفين، فمعنى هذا الكلام أنّ علينا أن نختار صحفياً واحداً ومصوراً واحداً لكل محافظة يمثل كل الوسائل الإعلامية فيها؟!
لم نسمع قط فيما سبق أن تُحرم وسيلة إعلام رسمية بتغطية دوري بلادها الرسمي؟! وكيف لمحرر واحد فقط أن يغطي مثلاً كذا لقاء سيقام في التوقيت ذاته في المدينة عينها؟!
تمّ طرح الموضوع مع المسؤول الإعلامي لاتحاد الكرة فور صدور التعليمات والذي بدوره أقرّ بشيء من الخلل في هذه القرارات، ووعد بدراستها؟! ( وعد؟!) ولكن لساعة كتابة هذه السطور لم يصدر أي تعديل أو توضيح، وبدورنا نتوجه لرئيس المنظمة الأستاذ فراس معلا ولرئيس اتحاد الكرة السيد صلاح رمضان هل من الحكمة والمنطق أن تمنع أو يحد من دور الوسائل الإعلامية ومن ينتسب منها لاتحاد الصحفيين كعضو عامل من دخول الملاعب! بل وتحديد اسم واحد فقط وخلال فترة زمنية وجيزة، وماذا إن تعرض من حمل التصريح بالتغطية لوعكة صحية أو ظرف طارئ؟ عندها يمنع أي صحفي آخر بتغطية دوري المحترفين؟!
الكلام يطول كثيراً في هذا الأمر ، والعودة عن الخطأ هو عين الصواب لمن أراد الشراكة والنجاح لعملنا الرياضي.
التالي