بداية نقول إن “الجولات الإشرافية ” للتربية منهج للتربويّين للعمل معاً على تحديد المشكلات الشائعة المرتبطة بالتعلّم والتعليم وحلّها، و ما يلزم هو أن يغتنم من يكلف القيام بالممارسات الفاعلة لتحسين العملية التعليمية والتي أثبتتها الدراسات والبحوث والتي يفترض أن تنفّذها في سياق ذلك جميع المدارس لإحداث تغيير حقيقيّ في عمليّة التعليم، التي تقوم على تحسين ممارسات مجتمع المدرسة من خلال بناء مجتمع متعلّم مبدع ومتميز، وذلك من خلال التركيز على المهمّات التعليميّة، وتشخيص نقاط الضعف والحاجات التعليميّة، بغية الوصول إلى رؤية مشتركة لتعلّم عالي الجودة.
فطريقة “الجولات الإشرافية ” يجب أن تتضمّن إعطاء الفرصة لملاحظة الغرف الصفّيّة على حقيقتها، و حسب وصفنا لها، فهي التي يقوم بها الفريق التربوي لتشخيص حالة التعليم في المدرسة من خلال ملاحظة الأعراض، أي ما يفعله وما يقوله الطلبة والمعلّمون، بالتركيز على المهمّة التعليميّة في بيئة المدرسة هكذا نفهم تلك المهمة.
نعود لنتحدث عن الجولات الإشرافية التي أرسلتها الوزارة إلى جميع مديريات التربية والتي باعتقادنا تهدف إلى تقييم العملية التربوية منذ انطلاق العام الدراسي وحتى الآن، خاصة وأنها شملت جولات الموجهين الأوليين لمعظم المدارس حسب ما علمنا بغية رصد واقع المدارس من حيث عدد الطلاب وتوفر الأطر التعليمية والإدارية وتوزيع المهام بالشكل الأمثل، إضافة لمتابعة البيئة الفيزيائية ضمن البناء المدرسي، وتوافر الكتاب المدرسي وتوزيعه، ونعتقد أنه قد تتم الاستفادة من نتائج هذه الجولات في عمليات التقييم والتقويم لواقع العمل، من خلال التقارير التي سترفع للوزارة من المحافظات كافة، كما نعتقد أنه قد تم العمل خلال الجولات على تزويد مديري المدارس والمعلمين والمدرسين ببعض الخبرات التي ستنعكس إيجاباً على سير العملية التربوية و التعليمية.
بكل الأحوال كلنا نجزم بأن الجولات الميدانية والإشرافية هي من أنسب الاستراتيجيات التي تدعم العملية التربوية والتعليمية، ومن أقوى الوسائل في إيصال المعلومة والوصول للهدف، وتعتبر ذات أهمية وبعدٌ تربوي وتعليمي كبير؛ لما لها من دور في تعزيز الاطلاع وعن كثب وبالتفصيل على ما ينفذ من تعليمات وزارية فيما يخص الانتقال بالعملية التربوية نحو الهدف المرسوم لها وفق الخطط والاستراتيجيات المنبثقة عن اجتماعات المعنيين، وهنا يبقى السؤال الذي يحتاج لإجابات واضحة :
هل قام المكلفون بمهمة الجولات الإشرافية بتنفيذ ما طلب منهم من قبل المشخص للحالة التي كانت تعاني منها مدارسنا خلال السنوات الماضية..؟.
طبعًا نحن بانتظار الإجابة التي نأمل أن تكون وفق ما يتأمله المشخص لتلك الحالة.