لاشك أن سورية هي الكتاب الذي يتعلم منه الأبناء كيف تبنى الأوطان، أرض الياسمين، وقاسيون الشامخ، وبردى والغوطة، وحقول الندى، سورية الحضارة والثقافة والتراث المادي واللامادي آلاف من سنين العطاء، والمسيرة لا تزال مستمرة.
في الأمس القريب أطلقت وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية كتاب “خيال الظل السوري” العنصر الثقافي المسجل على قوائم اليونيسكو كأحد عناصر الفن العريق الذي اخترق حواجز الزمن ووصل إلى سورية عن طريق الحرير ليحمل صبغة الهوية السورية.
لم تكن هي المرة الأولى وليست الأخيرة التي يُسجل بها السوريون إبداعاتهم وبصمتهم فكان سابقاً عنصر نفخ الزجاج السوري التقليدي هو سادس عنصر من التراث السوري اللامادي المدرج على قوائم التراث الإنساني بعد الصقارة، والقنص، والوردة الشامية، والقدود الحلبية، وصناعة الأعواد والعزف عليها… إلخ.
ولأن الثقافة تمثل أساس هوية الشعوب، فكان الوجود السوري الذي يحدد خصوصيتنا الثقافية ويشكل هويتنا وانتماءنا، وكان العطاء اللامحدود، والأهداف والنتائج والأنموذج الذي يتكرر مع كل عنصر من عناصر التراث الثقافي السوري غير المادي ولكل موقع أثري يشكل هويتنا وثقافتنا.
نعم، تاريخنا الثقافي مليء بالإنجازات والتراكم الثقافي المتميز الذي لا أحد يستطيع أن ينكره، وبالتالي مارأيناه وتابعناه من جهود مشتركة قامت بها وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية في سبيل الحفاظ على التراث السوري العريق يستحق الوقوف عنده، ولابد أن نوليه الاهتمام الكبير والمستمر، ونخصه بما يحتاجه من عمل وجهد وتخطيط، لاسيما أن سورية تعرضت لحرب عدوانية كان أحد أهدافها طمس الهوية الثقافية والحضارية والوطنية، في حين أن السوريين يدافعون عن هويتهم التي تمثل تراثهم الحامل الأقوى لهم، مؤمنين أن الشعوب التي تحافظ على ثقافتها لم ولن تموت أبداً.