رسم السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته التوجيهية لوزراء الحكومة الجديدة المسار نحو المرحلة القادمة، مجيباً عن تساؤلات عديدة حول ما يتطلبه العمل الحكومي اليوم للنهوض بالواقع الحالي إلى الأفضل، فكانت رؤيته تفصيلية معمقة حللت وتعمقت في أدق التفاصيل، واستحضرت الحلول الكامنة في مزايا المجتمع والاقتصاد السوري.
الرئيس الأسد قال في معرض كلمته “تبدؤون أعمالكم اليوم في ظروف صعبة جداً وأيضاً من الطبيعي أن يكون الهدف الأول لأية مؤسسة عامة، هو أن تبدأ بتخفيف وطأة الظروف عن المواطن، ولكن هل يمكن أن نقوم بهذا العمل من دون أن نخفف الوطأة عن الحكومة ذاتها، من دون أن نسهل الطريق لأي فريق حكومي بمستوياته المختلفة وبمؤسساته المختلفة.. لا.. ما الذي أقصده وكيف؟.. أولاً وأول خطوة لتسهيل الطريق أمام أي حكومة هو ألا ترفع سقف التوقعات فوق الممكن، ألا تقدم وعوداً غير قابلة للتنفيذ”.
إذاً تحليلياً.. نتلمس في كلمة السيد الرئيس أنه لامجال للأقوال والوعود الخارجة عن الواقع، وهذا يعني ضرورة توصيف موضوعية، وتقديم المخرجات بناء عليها، وبالتالي تنفيذ ما هو ممكن للوصول فيما بعد إلى ماهو غير ممكن، وأما الكلام والوعود المبالغ بها، فهي تحرق إحدى مراحل التنفيذ وربما تنتج أرقاماً وإحصائيات من نسج الخيال، وتتسبب باستعجال نتائج وهمية لأقوال لم تقترن بالأفعال.
إن الكلمة التوجيهية للسيد الرئيس بشار الأسد بمثابة أبجدية عمل للوزراء الجدد يمكن الرجوع إليها في وضع أسس المرحلة القادمة، لتكون خطة عمل متكاملة بعيدة عن الانتظار على طريق المجهول، وبالتالي العمل والنهوض كما كل مرة في سنوات ما قبل الحرب والحصار الاقتصادي، والانطلاق من المتاح للحصول على ما هو غير متاح بإمكانات وخبرات وموارد وطنية محلية، لكن في المقابل هذا يعني ويتطلب الحفاظ على هذه الخبرات والموارد المحلية.

السابق
التالي