عندما سألو الأسطورة الإيطالية باولو روسي وهو الوحيد الذي أحرز جميع ألقاب وجوائز عام كامل بما فيها كأس العالم والهداف وأفضل لاعب وصاحب الكرة الذهبية وهداف أوروبا وبطل أوروبا…الخ وذلك عام 1982 واحتكرها لنفسه هل سيكون سعيداً إذا تم اختياره لرئاسة يوفنتوس كان جوابه واضحاً، وهو أنه لا يفكر بالمستقبل، ولا يخطط له فكيف يرأس نادياً مثل اليوفي؟
كان باولو روسي قد تقاعد منذ زمن ورفيق دربه في يوفنتوس ميشيل بلاتيني صار إدارياً كبيراً وجوابه ليس تواضعاً بل دراية ومعرفة أن إدارة الأندية تحتاج إلى النظر للمستقبل والتخطيط له وليس للحاضر فقط.
هذا الكلام مدخل إلى ما لفت النظر أخيراً من قفزة إذا جاز القول قامت بها إدارة أهلي حلب وخطوات آنية ومستقبلية تبشر بالخير، وتشكل مثالاً إذا تم حذوه من قبل الجميع فلربما يتغير واقع كرتنا وتكسب استدارة أكثر، ونبدأ من تجهيز ملعب النادي التدريبي بالعشب الطبيعي والعمل على تجهيز صالة لكرة السلة وهو ليس تجهيزاً مألوفاً عندنا بل متطوراً يواكب الحداثة.
عدا عن الملعب المريح للاعب والمشجع والمدرب والذي هو بيت الولاء والانتماء كأساس فقد كانت إدارة الأهلي محترفة اقتصادياً تمكنت من تأمين شركات رعاية للنادي وتسديد جميع ديونه وبهذا تمكن من توقيع لاعبين لأكثر من عام وهو أمر جديد وممتاز وطالبنا فيه كثيرا لضمان لعب اللاعب للنادي وليس ولاء للمال.
على المستوى الإعلامي فمعن المعروف أن رئيس النادي إعلامي كبير، ومن يشاهد اليوم صفحات النادي المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي سيعرف ما الذي تغير والجهد المبذول الذي طال حتى تصميم القميص الخاص للاعبين حيث احتوى على معالم مدينة حلب بزخرفة خفيفة وجميلة
أمر آخر كان الجميع يطالبون به من دون آذان صاغية، وهو الاستثمار وعدم الاعتماد على العطايا والهبات التي قد تتوقف كما حدث في انتكاسة الفتوة، فقد خطت إدارة أهلي حلب خطوة جيدة وصحيحة في هذا المجال، وباشرت ورشات العمل على تجهيز متجر خاص بالنادي وهو الامر الذي تحتاجه انديتنا لأنه سيعود بعائد مادي على النادي وتوفير القمصان للمحبين وعشاق النادي و تقليد إيجابي للأندية العالمية والعربية
كما طرحت الإدارة بطاقات ومقاعد مخصصة في المنصة الرئيسة للموسم القادم وحددت اسعار المقاعد لكل الموسم، وبدأت من 5 ملايين ليرة وسيتم طبع البطاقة وفق التصميم المنشور على صفحة النادي، وسيتم وضع صورة الشخص عليها ومعلوماته والكرسي المخصص له وسيكون هنالك لجنة تنظيم لضمان عدم دخول أي شخص.
كل ما سبق هو خطوات في الصميم المطلوب أن تغار منه بقية أنديتنا وتنتبه الى أن الأهم عدم النظر الى الوقت القريب، فهذه الاعمال سوف تأتي أكلها بعد فترة وسنرى الأهلي بصورة مختلفة عن الأندية التي لن تحرك ساكناً ولن تمتلك ثقافة إدارة الأهلي وهي ثقافة دعم النادي بكل الوسائل.
