الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
نطقت ألسنتهم بما حملت قلوبهم من عبرات وحزن على ما يجري في فلسطين ولبنان من سفك للدماء، من منبر فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب.. قدم عدة شعراء قصائد بحضور عدد من المهتمين من رواد الاتحاد وأعضائه.
قدم الشاعر حسن بعيتي قصيدة بعنوان “شمس الشآم” بث لواعج روحه وحنينه فيها، وأطلق صرخة استغاثة للقدس الجريحة تنادي إخوتها العرب يقول:
فكن طيفَ شامٍ يُجِيدُ الحنين/ إذا القدسُ نادتْ مَن الأجوَدُ
وضُمَّ هناك ثرى الشهداء/لقد طابتِ الأرضُ والمَرقَدُ
وتناول بعيتي بيروت التي لم تسلم من الأذى وسورية المكلمومة التي أرهقها الحصار قلب العروبة الذي ينبض بالحب لكل العرب:
وبيروتُ أغنيةٌ للحياة /تسامى يردّدُها الفرقد
وفي الشام رغم العجاف الطوال
كنوزٌ من الحبّ لا تنفَدُ
أما خديجة الحسن، الغارقة بالحزن، والتي تحاول تجاوزه وإدخال الفرح لصدرها، فتأتيها سهام الغدر في ظهرها تقول في قصيدتها “بوابة الدمع” بكلمات شفيفة نابعة من القلب:
أغلق بوابة الدمع/ وأغرق صدري بالفرح
يأتيني الطعن/ والسهام تشتهي ظهري،
وكان للشاعر أسد الخضر حضور بكلماته الفصيحة وإحساسه المرهف المشبع بالحزن من خلال قصيدة بعنوان “مرأة الطين العجوز يقول:
شيخ يحدث في مرايا عمره/ يرمي بنرد مجازه في سفره
تنتابه مما يسأل فكرة/ فيلوذ من قلق السؤال لجمره
وألقى الخضر قصيدة بعنوان “سندباد “قال فيها:
أراود الأمس مذ آنسته قبساً/ وأصطفي في المرايا نار فلسفتي
أنسل من فكرة في الغيب موغلة/ علي أرى إذ أرى- ما آل من لغتي
وألقت الشاعرة عبير ديب قصيدة غزلية وتلتها بقصيدة من عمق الألم أهدتها لعيني بدر دحلان الشاب الذي عذب في سجون المحتل وخرج بطريقة مزعجة
لعينيك / والخوف طفل /أمام ازدحام الفجائع..
وخاف بما فيهما أن يعاني/ لعينيك.
أما الشاعر طالب هماش فألقى قصيدة عنوانها “تنهيدة ناي محترق” من ديوان “يا هواء حول الحور إلى نايات” بنبرة تقطر حزناً وكأنه صوت ناي حزين:
دائماً كنت ألمحها/ وأنا شارد البال في شارع الأربعين/ تتساقط منها الدموع التي اعتصرتها
ليالي العذبات/ تتساقط في الطرقات
واختتمت الأمسية الشعرية الشاعرة ريناز جحواني قائلة:
كشخصٍ لا يشرب القهوة أستغرب ممّن يقول لي ناصحاً: أضيفي قليلاً من السّكّر حتّى تعتادي على المرار.
ثمّ النّاصح ذاته يتغزّل بمرار القهوة الّذي اعتاد عليه.
وقِسِ الحبَّ على ذلك..
لا أفهمُ العشَّاقَا
ومضَـى يضمّـد قلبَـهُ المُشتـاقَـا/ إذْ بعدمَـا وأدَ الغـرامَ أفـاقَـا
فالحبّ – خمر العـاشقيـنَ- إذا طغَـى/يُحيـي ويقتـلُ مـن لـهُ قـد ذاقَـا
كالسّـمِ في يـدِ قـاتـلٍ/ هـو ذاتُـه سيكون فِـي يـد غيـره التّريـاقَـا
فـي الحـبّ قيـدٌ كلّمـا حاولـتَ أنّ تنفـك منـه يزيـده إطبـاقَـا.