الثورة- ريم صالح:
في ظل الأوضاع المزرية التي يعانيها الأسرى الفلسطينيون، بسبب الجرائم الوحشية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، بهدف تصفيتهم جسدياً، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن إدارة معتقل «النقب» تتعمد تجويع الأسرى، وإهمال علاجهم، بهدف تعذيبهم، وقتلهم ببطء.
وأوضحت الهيئة نقلاً عن محاميها الذي تمكن من زيارة المعتقل أن إدارة سجون الاحتلال تمارس بحقهم حرباً نفسية وجسدية، ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق الدولية والإنسانية، حيث يتعرضون بشكل مستمر للضرب والإهانات من السجّانين، كما يتعمدون ممارسة الإهمال الطبي بحقهم، فلا علاج ولا فحوصات تقدم لهم.
وأضافت، أن هناك انتشاراً واسعاً للأمراض الجلدية، نظراً لغياب أدنى مقومات النظافة ونقص في الملابس، كما أن الطعام المقدم سيئ كمّاً ونوعاً، والوجبة المقدمة لا تكفي لأسير واحد، ونتيجة لذلك فقد العديد من الأسرى عشرات الكيلوغرامات من أوزانهم.
وطالبت بضرورة التحرك الفوري وعلى أعلى المستويات الدولية والإقليمية، نظراً لخطورة ممارسات الاحتلال بحقهم، والعمل على إلزام الاحتلال باحترام وتنفيذ أحكام القانون الدولي.
وتطرقت إلى حالتي أسيرين في النقب، الأول يعاني من إصابة متطورة ومتقدمة بمرض (سكابيوس- الجرب)، الذي استفحل في جسده، حيث أصبح جافاً ومقشراً بشكل كامل، وانتشرت الدمامل والالتهابات في كل أنحاء جسمه، إلى جانب معاناته من آلام شديدة منعته من تحريك أطرافه، فلا يستطيع رفع يده أو كتفه، ولم يتمكن من النوم والأكل والاستحمام لأيام كثيرة، ورغم ذلك لم يقدم للأسير أي علاج، ولا حتى حبة مسكن.
أما الأسير الثاني، فقد تم أخذ «خزعة» من لسانه، قبل الحرب بشهرين، نتيجة التهابات شديدة عانى منها في الفم والحلق، وكانت نتيجة الفحوصات بأنه لا يعاني من سرطان، أو مرض خطير، لكن لم يتم تشخيص المرض، ومنع بعدها من مراجعة العيادة، بسبب الإجراءات الانتقامية، التي فرضت على الأسرى بعد 7 تشرين الأول الماضي. كما يعاني من مرض «سكابيوس»، الذي تفاقم بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وهو يطالب بالعلاج، لكن من دون جدوى.
ونقل المحامي على لسان الأسرى بأن الأوضاع قاسية جداً، والاعتداءات متنوعة ومتكررة، وتمارس بحقهم بشكل ممنهج، وإدارة سجون الاحتلال تتعمد التجويع الجماعي بحقهم، ما أدى إلى انخفاض أوزانهم، فأصبحوا كالهياكل العظمية، وأغلبهم يعاني من الهزل، والإرهاق».
