الثورة _ همسة زغيب:
تفوقت ونبغت الشابة دلع زهر الدين الموهوبة في الرسم، باستخدام تقنيات متعددة عمادها الفحم الأبيض بأسلوب منفرد تعبيري، يعكس جمالية خاصة في رسوماتها المملوءة بالحركة والألوان والحيوية، وذوقها الفني وإحساسها المرهف وإمكانياتها وطاقاتها الكامنة كإحدى المواهب الفنية الواعدة.
زهر الدين تبدع في رسم اللوحات، وأفكارها وتصويرها مشحون بانفعالات داخلية غير مرتبطة بالبحث عن الجمال فقط، تتفاعل مع الحياة والناس والأضواء والظلال، والحركة بداخلها طاقة مفعمة بالتحدي، إنها فنانة متجددة، وفنها المعاصر يعكس دائماً الأصول القديمة، إنه فن يحكى مشكلات يومية وقصص متميزة وأيضاً مشكلات تضرب بجذورها في أعماق التاريخ .
أوضحت دلع أنها بدأت بالرسم منذ طفولتها، وعملت على تطوير موهبتها الفطرية تباعاً بالاعتماد على ذاتها وعبر البحث والمتابعة، ومزج الألوان بطريقة تخدم الفكرة مع تركيزها على أسلوب واقعي وتناولها شخصيات ووجوهاً إنسانية، إضافة للحيوانات مع إبراز تفاصيل مهمة ودقيقة فيها، وتستخدم لإنجاز رسوماتها قلم الرصاص والحبر الأسود والأزرق والألوان الخشبية والمائية والفحم الأسود والأبيض، مع تركيزها على الفحم الأبيض بخلفية سوداء.
مبينة أن الألوان بالنسبة لها هي مصدر للضوء والحركة، وتشعر أن اللون يشع ضوء وأن استخدام الألوان في الرسم بالنسبة لها يفرغ الطاقات السلبية ويمنح الشعور بالطمأنينة والفرح، كما حصدت جوائز في مجال الرسم، وشاركت خلال الفترة الماضية بمعارض فنية.
وحسب الفنان التشكيلي عماد النداف فإن دلع تتميز بموهبة كبيرة وقدرة عالية في استخدام الألوان لإقامة لغة حوارية، وهذا الأسلوب مسكون بطاقتها الإيجابية، وأعمالها تحمل طابع الجمال والتقانة، وتمثل نموذجاً لغيرها من الشابات للتوجه نحو العمل والاعتماد على أنفسهن.
وهي تطمح مستقبلاً لإنجاز ما هو خاص بها بتقنية الفحم الأبيض، والمشاركة بمعارض متنوعة داخل سورية وخارجها. وبمقدرتها على نقل الواقع بمختلف تقنيات الرسم والتصوير وإجادة رسم البورتريه، مؤكداً أهمية الاستمرار في صقل موهبتها ليكون لها مستقبل فني واعد.